21- أريد الآن أن أتوجه بكلمة أخيرة إلى المتنصرين حديثًا. إنني بكلمة المتنصرين حديثًا، لست أقصد فقط أولئك الذين اُعتبروا جديرين بعطية الروح القدس، بل أيضًا أولئك الذين قبلوها من سنة أو يزيد، لأنهم إن أرادوا فيمكنهم أن يستمتعوا بها اللقب دائمًا لأن هذه الجدّة لا تعرف الشيخوخة وليست خاضعة لمرض. أنها لا تُغلب ولا تزول مع الوقت، إنها لا تستسلم لشيء ولا شيء يهزمها سوى الخطية فقط. إن الخطية بالنسبة لها هي (بمثابة) ثقل السنين.
![]() |
22- ولكي تعرف أن الخطية هي أثقل الأحمال فاسمع للنبي عندما يقول "آثامي قد طمت فوق رأسي. كحمل ثقيل أثقل مما احتمل" (مز 38: 4). إن الخطية ليست فقط حملًا ثقيلًا، بل إن رائحتها نتنة، لأن النبي بعد ذلك أضاف قوله "قد أنتنت، قاحت حُبر ضربي" (مز 38: 5). أرأيت أن الخطية ليست فقط ثقيلة، بل هي أيضًا نتنة؟ اعلم أيضًا من بقية العدد من أي مصدر تنشأ، لأنه يقول "من جهة حماقتي" (مز 38: 5). لذلك فإن الحماقة هي السبب لكل آثامنا. إذًا من الممكن لمن هو متقدم في العمر بحسب سني جسده أن يكون شابًا ومتنصرًا حديثًا من خلال ازدهار النعمة، ومن الممكن لمن هو شاب أن يكون عجوزًا ومنحني بسبب كثرة خطاياه، لأن الخطية عندما تجد لها مدخلًا فإنها تسبب تجعدات وأدناسًا كثيرة.
23- لهذا السبب فأنا أنصح كل الذين اُعتبروا جديرين للمعمودية حديثًا والذين نالوا هذه العطية من قبل، أولئك الذين اعتمدوا منذ فترة طويلة، فأنا أحثهم (جميعًا) أن يتطهروا بالاعتراف والدموع والتوبة الحقيقية من الدنس الذي اقترفوه للتو. أما المعتمدين حديثًا فأنا أحثهم أن يحافظوا على زهرة بهائهم وأن يحرسوا جمال نفوسهم لكي لا يشوبها أي شيء يجعلها غير نقية.
هل ترى أي حرص لمن يرتدي ثوبًا بهيًا لامعًا أثناء مروره في السوق لكي لا تأتي عليه أي بقعة من الطين، فيشوه جمال ثوبه، ولو أن هذا لن يسبب ضررًا لنفسه؟ مع أن الرداء يمكن أن يتلف من العث أو يبلى مع الوقت. ثم أن الثوب عندما يتسخ فمن السهولة غسله بالماء لكن بالنسبة إلى النفس إن حدث -لا سمح الله- وتدنست إما من كلمة أو فكر نجس يتولد في الذهن، فللحال تتلوث النفس بعيب فاضح وعبء ثقيل ورائحة نتنة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
24- لهذا السبب ولخوفي من حيل العدو فأنا أحثكم دائمًا على حفظ رداء الزواج (الروحي) بحالته الطيبة لكي تدخلوا إلى الأبد في هذا الزواج الروحي إذ أن ما يتم هنا هو زواج روحي كما أن عُرس الزواج بين الرجل والمرأة يستمر سبعة أيام، فانظروا كيف نمتد بُعرسك لنفس عدد الأيام واضعين أمامك مائدة الأسرار ممتلئة بأشياء جيدة تفوق العدد، ولماذا أقول سبعة أيام فقط؟ فإن رغبت أن تحيا بيقظة وتحفظ السهر، فإن هذه الوليمة ستطول لك شريطة أن تحفظ ثوبك الزيجي لامعًا بلا دنس.
25- لأنكم بهذه الطريقة ستقدمون حبًا أعظم للعريس وستمتلكون أنتم أنفسكم بهاء وتلألؤ يتزايد مع الأيام، لأن النعمة تتزايد أكثر وأكثر مع الأعمال الصالحة التي نصنعها. ليتنا كلنا نثابر على اليقظة بطريقة تليق بالعطية التي أُعطيت لنا ونستحق الحب العطوف الذي يأتي من فوق بنعمة ورحمة ابنه الوحيد الجنس ربنا يسوع المسيح الذي له مع الآب والروح القدس المجد والقوة والإكرام الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/qtr5mg2