St-Takla.org  >   books  >   fr-angelos-almaqary  >   john-chrysostom-baptismal-instructions
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تعاليم للموعوظين: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

42- خطورة العثرة وواجب التقويم الأخوي

 

14- لم يكن اعتباطًا أنني طرحت هذه المسألة أمام جمعكم المحبوب. لقد فعلت هذا لكي تعلموا أي ثبات ينبغي أن نكون عليه إن أردنا أن نهتم بخلاصنا. لقد أردت أن أعرفكم مدى خطورة الدينونة التي يستحقها من يفضلون الملاهي العالمية والصداقات المضرة والغبية والسباقات والمشاهد الشيطانية المميتة على اجتماعنا في هذا الموضع وعلى هذا الإرشاد الروحي. إنهم يستحقون هذه الدينونة لأنهم أصموا آذانهم عن بولس الرسول عندما قال "كونوا بلا عثرة لليهود ولليونانيين ولكنيسة الله" (1كو 10: 32).

 

St-Takla.org Image: Paul on self-denial: (world’s temperance lesson: Rom. 14:10-21): Golden Text:- "It is good neither to eat flesh, nor to drink wine, nor any thing whereby thy brother stumbleth" (Rom. 14:21) - from Providence Lithograph Company Bible Illustrations صورة في موقع الأنبا تكلا: إنكار بولس لذاته: درس عالمي لضبط النفس، العثرة (رومية 14: 10-21): "حسن أن لا تأكل لحما ولا تشرب خمرا ولا شيئا يصطدم به أخوك" (رومية 14: 21) - من صور الإنجيل من شركة بروفيدينس المطبوعة حجريًا

St-Takla.org Image: Paul on self-denial: (world’s temperance lesson: Rom. 14:10-21): Golden Text:- "It is good neither to eat flesh, nor to drink wine, nor any thing whereby thy brother stumbleth" (Rom. 14:21) - from Providence Lithograph Company Bible Illustrations

صورة في موقع الأنبا تكلا: إنكار بولس لذاته: درس عالمي لضبط النفس، العثرة (رومية 14: 10-21): "حسن أن لا تأكل لحما ولا تشرب خمرا ولا شيئا يصطدم به أخوك" (رومية 14: 21) - من صور الإنجيل من شركة بروفيدينس المطبوعة حجريًا

15- أي عذر أو أي حجة لمثل هؤلاء الناس؟ هوذا المؤمن قد اشترك في إرشاداتنا واستمتع بثمرة الأسرار المهوبة التي لا يُنطق بها، ثم تصاحب مع اليهود واليونانيين واستمتع معهم بالأشياء التي تجلب لهم اللذة. أخبروني متى نستطيع بعد هذا أن نسترد من ضل ونعيده ثانية إلى الصواب؟ متى نستطيع أن نعيد لطريق التقوى من قد سقط في مثل هذا الاسترخاء؟ أليس من اللائق لنا أن نقول لهم ما قاله بولس الطوباوي إلى أهل كورنثوس لمن واصلوا الذهاب إلى هياكل الأوثان بعد أن نالوا كلمة التقوى؟ إذ يقول لهم "لأنه إن رآك أحد يا من له علم متكئًا في هيكل وثن..." (1كو 8: 10).

 

16- لكننا سنغير النص قليلًا ونقول "لأنه إن رآك أحد يا من له معرفة التقوى تقضي اليوم كله في تلك المصاحبات المضرة والفارغة، أفلا يتقوى ضميره ليسعى لمثل هذه الأعمال بهمة عظيمة؟ إن الرسول الطوباوي قال هذا ليوقف أولئك المندفعين بتهور إلى هياكل الأوثان، بعد أن نالوا نور التقوى وبذلك يصيرون سبب عثرة للآخرين، ونحن أيضًا نقول (هذا) بالصواب لمن يسارعون إلى تلك التجمعات الآثمة والذين يفضلون الملاهي الدنيوية على اجتماعنا هنا في الكنيسة.

 

17- لكن أية فائدة لمثل هذه الاتهامات إن كان المذنب غير موجود ليسمع ما قيل؟ مع ذلك، فإن كلامي لن يكون بلا غرض، لأنه من الممكن لهم أن يحصلوا على معرفة تامة بما قلته عن طريق مصاحبتهم لكم، فيهربون من ناحية من مصيدة إبليس ويعودون من ناحية أخرى إلى غذائهم الروحي. هذا ما يفعله الأطباء، إذ عندما يفحصون المريض يناقشون وسيلة العلاج ليس فقط مع المريض بل أيضًا مع الأصحاء الواقفين قريبًا منه وهم يعطون تعليمات لأقارب المريض ويتركون لهم مسئولية تنفيذ تعليماتهم، ثم يغادرون المكان كما لو كانوا قد وضعوا كل شيء في نصابه الصحيح. ومع أن مرضانا ليسوا هنا، فنحن نوكل أمر علاجهم لكم أنتم الأصحاء وسأكشف لكم عن حزن نفسي لكي تعتنوا بعد ذلك بخلاص أعضائكم ذاتها وتتمموا بأعمالكم نصح الرسول الذي قال "فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئًا، فافعلوا كل شيء لمجد الله" (1كو 10: 31).

 

18- لأنه عندما تغادر الكنيسة وتتولى مسئولية خلاص أخيك ليس فقط بلومه وتوبيخه، بل أيضًا بنصحه وتشجيعه، مبينًا له الضرر الذي يأتي من الملاهي الدنيوية والمنفعة التي تأتي من إرشادنا، فأنت قد فعلت الكل لمجد الله. وأنت قد ضاعفت أجرك لأنك سببت نفعًا عظيمًا لخلاصك أنت نفسك ولأنك اشتقت وسعيت لكي تشفي واحدًا من أعضائك ذاتها. هذا هو مجد الكنيسة، ووصية مخلصنا هي هذه أن يعتني الإنسان ليس بخيره فقط بل أيضًا بخير قريبه.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

19- انظر لأي كرامة يرتفع إليها كل من يعتبر خلاص أخيه أمرًا عظيم الأهمية، فمثل هذا الإنسان يقتدي بالله في حدود مقدرته كإنسان. اسمع ما يقوله الله بفم نبيه "من يخرج الثمين من المرذول فمثل فمي يكون" (ار 15: 19). ما يقوله (الله) هو أن الذي يشتاق لخلاص الأخ الساقط في طريق الاستهتار، ومن يسرع لانتشال أخيه من بين أنياب إبليس، فهذا الإنسان يقتدي بي على قدر ما في وسع الإنسان من قوة (لإتمام هذا الأمر). هل من عمل يمكن أن يعادل هذا؟ فمن بين كل الأعمال الصالحة، فهذا أعظمها، ومن بين الفضائل فهذا قمتها.

 

20- وهذا معقول تمامًا حيث أن المسيح سفك دمه لأجل خلاصنا، فإن بولس الرسول يصرخ ضد أولئك الذين يسببون العثرة ويؤذون ضمير أولئك الذين يرون أعمالهم الشريرة بقوله "فيهلك بسبب علمك الأخ الضعيف الذي مات المسيح من أجله" (1كو 8: 11).

لذلك إن كان ربك قد سفك دمه لأجل أخيك، فينبغي على كل واحد منا -بالصواب- أن يعطي أخيه تشجيعًا على الأقل بكلماتنا وأن نمد يدنا لانتشال إخوتنا الذين سقطوا في براثن إبليس باستهتارهم. إنني مقتنع تمامًا أنكم ستفعلون هذا، لأن لكم محبة عظيمة لرفقائكم، وأنا أعلم أنكم ستستعيدون بكل سرعة إخوتكم للكنيسة أمنا كلنا. إنني متأكد من هذا لأني أعلم أنكم -بنعمة الله- قد أدركتم كيف تنصحون الآخرين وقادرين تمامًا على فعل هذا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-baptismal-instructions/fraternal-correction.html

تقصير الرابط:
tak.la/ys235kp