![]() |
1- إنني أرى اليوم أن جمعكم أبهى من المعتاد والكنيسة مبتهجة بأبنائها. إن الأم تفرح عندما ترى أبناءها المحبوبين أمامها فتطرب وتُحمل على أجنحتها فرحتها. هكذا أيضًا الكنيسة الأم الروحية - إذ تنظر أبناءها تبتهج وتفرح إذ ترى نفسها كحقل خصيب ومخضّر بهذا المحصول الروحي. انظروا يا أحبائي إلى فيض حبها، انظروا كم أبناء كثيرين ولدتهم هذه الأم الروحية فجأة وفي ليلة واحدة! لكن ليس لنا أن نُفاجأ فالولادة الروحية هكذا لا تتطلب وقت أو عدة أشهر (مثل الولادة الجسدية).
2- لذلك ليتنا نبتهج معها ونشاركها مسرتها. إذ كان هناك فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب (لو 15: 7)، فكم من اللائق جدًا أن نتهلل ونفرح لهذا الجمع العظيم ونمجد الله على رأفته لعطيته هذه التي تفوق الوصف لأن كل عطايا الله بالحق تفوق الوصف، فأي فهم وأي قوة تفكير وأي عقل يستطيع أن يدرك فيض رأفة الله وقيمة عطاياه التي لا توصف والتي يمنحها الله بسخاء للجنس البشري؟
3- ليس فقط إلى الأمس وما قبل الأمس كان هؤلاء عبيدًا للخطية وليس لهم الحرية في الكلام خاضعين لسيطرة إبليس ومثل أسرى كان يقودهم هنا وهناك، واليوم تم قبولهم في مصاف الأبناء. لقد خلعوا عنهم ثقل خطاياهم ولبسوا الرداء الملوكي وهم يناطحون السماء ذاتها في ضيائها، ونحن نراهم يلمعون أكثر من النجوم إذ يفيضون بالنور على وجوه أولئك الذين ينظرون إليهم لأن النجوم تتلألأ فقط في الليل ولا يمكن أن تُرى في ضوء النهار، لكن هؤلاء الناس يضيئون في الليل والنهار على السواء، لأنهم نجوم روحية تنافس الشمس ذاتها، بل حتى تفوق عليها. إن المسيح ربنا استخدم صورة الشمس ليبين البهاء الذي يميز الأبرار في العالم الآتي وذلك عندما قال: "حينئذ يضئ الأبرار كالشمس" (مت 13: 43). لقد قارن نصيب الأبرار بضياء لشمس ليس فقط لأن لمعانهم أكثر بهاء بل لأنه لم يجد أي مثال مادي آخر أبهى من الشمس.
4- لذلك دعوني الآن في هذا اليوم احتضن إخوتنا، أولئك الذين يمكنهم أن يفوقوا ضياء النجوم ويماثلوا أشعة الشمس في بريقها. دعوني ليس فقط احتضنهم بذراعي الجسديين، بل دعوني أظهر حبي لهم بهذا التوجيه الروحي ودعوني أحثهم ليتأملوا في سخاء الرب الفائض وبهاء الرداء الذي اُعتبروا مستحقين بأن يلبسوه. إن بولس الرسول يقول "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غلا 3: 27) وعندما أقول المسيح اعني أيضًا الآب والروح القدس، لأن هذا ما وعد به المسيح نفسه عندما قال: "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 23).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
5- حتى لو استمر هذا الإنسان في العالم فسيكون له نفس ميول من هو قائم في السموات. لأنه سيحفظ ذهنه وتخيله في الأمور السمائية ولا يعد يخاف مكائد الشيطان الخبيث، لأن الشيطان عندما يلاحظ هذا التغير العظيم ويرى أولئك الذين كانوا خاضعين من قبل لطغيانه وقد ارتفعوا لمثل هذا السمو واُعتبروا جديرين لمثل هذا الحب من الرب، سيرحل خزيًا ولن يجرؤ على النظر في وجوههم ولن يمكنه تحمل البهاء الذي يشع من وجوههم بل إن عينيه ستنعمي من أشعة النور الذي سيخرج من عيونهم حتى أنه سيفر هاربًا.
6- يا من صرتم جنودًا للمسيح ومن تسجلتم في هذا اليوم في قائمة مواطني السماء؛ يا من دُعيتم لهذه الوليمة الروحية وعلى وشك أن تستمتعوا بمميزات المائدة الملوكية ألا تظهرون غيرة تليق بقيمة عطاياه حتى تنالوا لأنفسكم نعمة أعظم من فوق؟ إن ربنا حنّان وعندما يرى شكركم على ما أسبغه عليكم ويرى حرصكم على حفظ عطاياه العظيمة، فإنه يغدق نعمته عليكم بفيض، وحتى لو كانت مساهمتنا ضئيلة، فإنه سيغدق عطاياه علينا بسخاء.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/jtbny84