St-Takla.org  >   books  >   fr-angelos-almaqary  >   john-chrysostom-baptismal-instructions
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تعاليم للموعوظين: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

62- المعمودية تجدد طبيعتنا تمامًا

 

20- إن هذا الحميم ليس فقط يطهر الإناء، بل أيضًا يذيب الشوائب التي فيه. وحتى لو مُسح الإناء جيدًا ونظف باعتناء فلا يزال يحمل علامات لما كان عليه (في السابق) ولا يزال يحمل آثار الوصمة لكن عندما يُلقى في الفرن المذيبة ويتجدد بالنار فيتخلى عن كل الشوائب التي فيه وعندما يخرج من الفرن يعطي نفس البريق الذي للآنية المصنوعة حديثًا.

 

St-Takla.org Image: The Holy Spirit, impasto painting 7 - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: الروح القدس، لوحة بقن الإيمباستو: العجين 7 - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: The Holy Spirit, impasto painting 7 - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الروح القدس، لوحة بقن الإيمباستو: العجين 7 - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

21- وعندما يهتم الصائغ ويذيب تمثالًا ذهبيًا قد اتسخ مع مضي الأيام بالتراب والصماد والصدأ، فإنه يعيد إلينا لامعًا نظيفًا تمامًا. كذلك أيضًا الله يأخذ هذه الطبيعة التي لنا عندما تكون قد فسدت بالخطية، عندما تكون تعدياتنا قد غطتنا بهباب هائل ولاشت الجمال الذي وضعه الله فينا في البدء. فإنه يذيبه من جديد ويغطسه في المياه كما في فرن مذيب ويجعل نعمة الروح تسقط علينا بدلًا من نيران الفرن. ثم يخرجنا من الفرن متجددين كآنية تم تشكيلها حديثًا لنباري أشعة الشمس ببهائنا. لقد فتت الإنسان العتيق إلى أجزاء دقيقة لكنه أنتج إنسانًا جديدًا يلمع ببهاء أكثر جدًا من القديم.

 

22- إن مرتل المزامير أشار إلى هذا التدمير وهذا التطهير السري قائلًا: "تحطمهم بقضيب من جديد ومثل آنية الخزف تكسرهم" (مز 2: 9) وكونه يتحدث عن المؤمنين، فهذا واضح مما سبق إذ يقول "أنت ابني أنا اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك الأمم ميراث لك وأقاصي الأرض ملكًا لك" (مز 2: 7-8). هل ترون كيف يستدعي لذهنه كنيسة الأمم ويتحدث عن وصول كنيسة المسيح إلى أقاصي الأرض؟

 

23- لاحظوا أن الحميم يؤخذ أيضًا إلى حد ما بمعنى سري، لأنه لا يقول مجرد إناء من الخزف بل إناء خزّاف. لكن لاحظوا هذا جيدًا إن الإناء الخزفي عندما ينكسر إلى أجزاء لا يمكن أن يتم جبره مرة أخرى بسبب الصلابة الدائمة التي اكتسبها من النار، إلا أن إناء الخزّاف ليس مصنوعًا من طين محروق بل من طينة غير محروقة وبالتالي لو تشوهت فمن السهل إعطائها شكلًا آخر بحسب مهارة الفخاري.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

24- عندما تتحدث الكتب المقدسة عن كسر مستحيل علاجه فهي لا تتحدث عن إناء الخزاف بل عن طين محروق، لأنه عندما أراد الله أن يعلّم نبيه واليهود أنه قرر أن يهلك المدينة هلاكًا لا يُداوى فإنه أمر ارميا النبي أن يأخذ إبريقًا من خزف محروق وأن يكسره أمام أعين كل الشعب ويقول "كذلك بالمثل ستُدمر المدينة وتنكسر لأجزاء" (ار 19: 11).

 

25- لكن عندما أراد أن يعطيهم رجاءً اقتاد نبيه إلى محل الخزاف ولم يره إناء من خزف محروق، بل مجرد إناء طيني (غير محروق) قد سقط من يديّ الخزاف وقال (الله): "إن كان هذا الفخاري قد أخذ الوعاء الذي انكسر واستعاده مرة أخرى. أفلست أنا قادر بالأكثر أن أقيمكم ثانية بعد أن سقطتم؟" (ار 18: 6). إذن فمن الممكن أن الله ليس فقط يقّومنا بحميم التجديد -إذ أننا من خزف- بل أيضًا بعد أن نلنا عمل الروح القدس وزللنا، يمكنه أن يرجعنا بالتوبة الحارة إلى حالتنا السابقة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-baptismal-instructions/renews-our-nature.html

تقصير الرابط:
tak.la/3gaysj5