St-Takla.org  >   books  >   fr-angelos-almaqary  >   john-chrysostom-baptismal-instructions
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تعاليم للموعوظين: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

36- السُكر هو اختيار طوعي للشيطان

 

9- إن الإنسان السكير لا يمكنه أن يعرف كيف يسوس كلماته بإفراز بل هو مثل بيت مكشوف من كل جهة ويقدم مدخلًا سهلًا لأي شخص يخطط لتدميره، وهكذا عقل السكير معرض للهجوم والتمزيق من الأهواء المميتة. لأن السُكر ليس شيئًا آخر غير خيانة الإنسان لعقله، وبليته يستهزأ بها الناس ومرضًا يسخرون منه. السُكر هو اختيار طوعي للشيطان وهو يخف (أو يستخف) بالإدراك ويجعل الفهم عقيمًا وهو يغذي بنيرانه أهواءنا الجسدية. كثيرًا ما نشفق على إنسان مزقه الشيطان من الألم، لكن شيطان السكر يهيجنا ويغيظنا. لماذا؟ لأن الذي به شيطان مصروع من الروح الشرير، أما السكر فهو مثال للإهمال الفظيع وعدم ضبط النفس. في الحالة الأولى الشيطان هو الذي يتآمر، أما في الثانية فإن نفس أفكار السكير هي التي تتآمر.

 

St-Takla.org Image: Woes of drunkenness: (Isaiah 28:7-13): "Wine and new wine, take away the heart" (Hosea 4:11) - from Providence Lithograph Company Bible Illustrations. صورة في موقع الأنبا تكلا: بلايا السكر (أشعياء 28: 7-13): "الخمر والسلافة تخلب القلب" (هوشع 4: 11) - من صور الإنجيل من شركة بروفيدينس المطبوعة حجريًا.

St-Takla.org Image: Woes of drunkenness: (Isaiah 28:7-13): "Wine and new wine, take away the heart" (Hosea 4:11) - from Providence Lithograph Company Bible Illustrations.

صورة في موقع الأنبا تكلا: بلايا السكر (أشعياء 28: 7-13): "الخمر والسلافة تخلب القلب" (هوشع 4: 11) - من صور الإنجيل من شركة بروفيدينس المطبوعة حجريًا.

10- ولكي تعملوا أن الأمر هو هكذا، فمن فضلكم لاحظوا أن السكير يعاني نفس الآلام بل أسوأ من تلك التي يعانيها من به شيطان. إن الذي عليه روح شرير يزبد (رغاوي) بفمه ويسقط وكثيرًا ما يرقد على الأرض بلا حركة دون أن يتعرف على أولئك المحيطين به، بل يدير عينيه (فلا يرى شيء). نفس الأمر ينطبق على السكير، فعندما يسكر من الخمر الكثير ويفقد التمييز العقلي، فهو تمامًا مثل إنسان به شيطان، فليس يزبد (رغاوي) بفمه ويسقط على الأرض في حالة أسوأ من جثة ميتة بل كثيرًا ما يخرج قيئًا قذرًا من فمه. وكنتيجة لهذا يصير من الآن سبب ضيق لأصدقائه وعبئًا على زوجته وسخرية لأولاده ومحتقر جدًا من عبيده، وبالاختصار فإنه ينصب نفسه هدفًا للمهانة والاحتقار لكل من يراه.

 

11- هل ترون كيف أن مثل هؤلاء الناس هم في حالة أسوأ من أولئك الذين بهم شياطين؟ هل ترغبون بعد كل هذا أن تعرفوا ما هو أسوأ من هذه الشرور؟ مع أنني قلت الكثير جدًا عن هذا الموضوع فأنا لم أصل بعد إلى ذروته. إن السكير غريب عن ملكوت السموات. استمع لما يصرخ به بولس الرسول عندما يقول: "لا تضلوا، لا زناه ولا عبدة أوثان ولا فاسقين ولا مأبونين ولا مضاجعوا ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتّامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله" (1كو 6: 9-10). لكن ربما يقول شخص ما: ما هذا؟ هل عبدة الأوثان والزناة والسكارى سيبقون خارج الملكوت بنفس الطريقة؟ يا أحبائي لا تظنوا أنكم ستعرفون هذا منى فأنا أقرأ الشريعة الإلهية كما هي. لذلك لا تحشروا أنفسكم بالتساؤل ما إذا كان السكير سيدفع نفس العقوبة مثل أولئك الخطاة الآخرين، بل اعتبروا هذا فقط وهو أن السكير (مثل الآخرين تمامًا) سيعاني من ضياع الملكوت. أي تعزية ستبقي بعد ذلك لمن قد حُرم من الملكوت؟

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

12- لست أقول هذا الآن لأدينكم أنتم الموجودين هنا. حاشا لله! لأنني متأكد بنعمة الله إنكم أنقياء من هذا الهوى واعتبر أقوى برهان على هذا هو الغيرة التي تأتوا بها سويًا والاشتياق (اللهفة) التي بها تسمعون هذا الإرشاد الروحي. من هو غير منتبه وغير حذر لا يمكن أن تكون له رغبة لسماع كلمة الله. بل أنا أقول هذا لأني أرغب أن أعلم الآخرين من خلالكم ولأني أرغب أن أؤمّنكم حتى لا تصيروا أبدًا أسرى لهذه الرذيلة.

 

13- لأن السكارى غير عاقلين أكثر من الحيوانات غير العاقلة. كيف ذلك؟ دعوني أخبركم بهذا. عندما تعطش الوحوش فإنها تقصر رغبتها على احتياجها (الفعلي) ولا تسمح لنفسها إطلاقًا أن تتعدى هذا الاحتياج. لكن البشر الذين هم حيوانات عاقلة لا تعتبر كيف يطفئون عطشهم، بل كيف بتجرعهم الخمر يسببون لأنفسهم خرابًا أكثر. لأنه كما أن السفينة التي صارت ممتلئة بالماء تغرق بسرعة، هكذا الإنسان الذي تعدي الحد الذي يسمح به الاحتياج ووضع حملًا ثقيلًا على معدته يغرق عقله ويهين سمو روحه.

 

14- لذلك يا أحبائي، ينبغي أن تعطوا اهتمامًا عظيمًا لتقويم جاركم وإنقاذه من هذا البحر المندفع لكي تناولوا مكافأة ليس فقط من أجل أعمالكم الحسنة لأجل أنفسكم بل أيضًا لما فعلتموه من أجل خلاص الآخرين. إنه بهذا الخصوص قال بولس الرسول "لا يطلب أحد ما هو لنفسه، بل كل واحد ما هو للآخر" (1كو 10: 24)، وأيضًا قوله "ابنوا أحدكم الآخر" (1تس 1: 11). لذلك لا تلتفتوا فقط لصحتكم وخلوكم من المرض بل اهتموا جدًا واعتنوا أن رفيقكم يتحرر من الضرر الذي يأتي من هذا الشر وأن يهرب من هذا المرض "لأننا بعضنا أعضاء بعض" (أف 4: 25)، "فإن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه وإن كان عضو واحد يُكرّم فجميع الأعضاء تفرح معه" (1كو 12: 26).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-baptismal-instructions/drunkenness.html

تقصير الرابط:
tak.la/4hr5rjs