|
محتويات: (إظهار/إخفاء) |
|
تعليم الرب تعليم يوحنا المعمدان |
الفصل السادس
سؤال: هل العصيان كامن في تنفيذ أمر ممنوع أم هو كامن أيضًا في إهمال الأمر المستحسن؟
1- فيما يختص بالحكم الذي يشير إلى هذه المسألة، فإن ربنا يسوع المسيح الذي أعطانا الضمان الأكثر قوة، ليطرد الخطأ قبل أن يدخل نفوسنا وليثّبت قلوبنا (1تس 3: 13)، في إيمان راسخ، فقد اهتم جدًا برغبة أن يعلّمنا مخافة أحكامه ليس فقط بالأقوال بل أيضًا بالأمثلة، إذ علم أن الأعمال (أي الممارسة الفعلية) تغرس في النفس ثقة أكثر بالحق.
![]() |
إن الرب قال كبداية "إن لم يزد برّكم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات" (مت 5: 20). وبعد أن أوضح هذا التعليم على مدى الإصحاح، أضاف ها التصريح مصحوبًا بمثال فقال "وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا يُشَبَّهُ بِرَجُلٍ جَاهِلٍ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ وَصَدَمَتْ ذَلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا!" (مت 7: 26-27)، وأيضًا قال "كَانَتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَرًا وَلَمْ يَجِدْ. فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَرًا فِي هَذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا. لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضًا؟" (لو 13: 6-7).
وفي موضع آخر عبّر عن هذه الدينونة بطريقة أكثر فعّالية فقال "اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (مت 25: 41)، والسبب الذي أضافه (بعد ذلك) لم يكن يكمن في تنفيذ أمر ممنوع بل إهمال أمر مستحسن إذ قال "لأني جعت فلم تطعموني، عطشت فلم تسقوني" (مت 25: 42). ومن الممكن أن نجد كثيرًا من الآيات المشابهة لنثبت أنهم يستحقون الموت وقد أُعدّت لهم النار التي لا تُطفأ ليس فقط أولئك الذين يعملون أعمالًا رديئة، بل سيُدان معهم أيضًا الذين امتنعوا عن عمل الصالحات بل وحتى الذين عملوها برخاوة، لأنه مكتوب "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (إر 48: 10).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

2- إنه من المناسب أن نتذكر أيضًا الكلمات التي وجهها يوحنا المعمدان لمن قد نالوا بالمعمودية غفران خطاياهم إذ قال لهم: "يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي؟ فَاصْنَعُوا أَثْمَارًا تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ. وَلاَ تَفْتَكِرُوا أَنْ تَقُولُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْراهِيمُ أَبًا. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ أَنْ يُقِيمَ مِنْ هَذِهِ الْحِجَارَةِ أَوْلاَدًا لِإِبْراهِيمَ. وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ" (مت 3: 7-10).
إن كل هذه الشهادات لا تشير إلى اقتراف عمل رديء، بل تستهجن عدم تنفيذ عملًا بارًا تتطلبه التقوى. ثم أنه إن كان "ملعون كل من يعمل عمل الرب برخاوة" (إر 48: 10)، لأنه لم يسلك بغيرة لائقة، فكم بالأولى يكون ملعونًا من يرفض عمل الخير بأي صورة، ومن هم جديرون حقًا بأن يسمعوا هذا القول "اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" (مت 25: 41).
وهكذا من كل مما سبق يتضح أنه يلزمنا جدًا سرعة فائقة وغيرة لا تكل مع إرادة حسنة لا تتزعزع لتنفيذ ما يوصي به ربنا يسوع المسيح لكي نستحق أيضًا أن نُدعى طوباويين بحسب كلمة ربنا يسوع المسيح نفسه الذي قال "طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يُشبعون" (مت 5: 6).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/basil-baptism/disobedience.html
تقصير الرابط:
tak.la/tpqc5wc