ألا يمكن الاكتفاء بأن أولادنا يفهمون اللغة العربية ولا يتحدثونها ولا يقرأونها؟
الإجابة المختصرة: بالطبع لا!
والأسباب:
لاستيعاب أي لغة، هناك شقين: الشق الإيجابي Active، وهو التكلم والكتابة باللغة. وأيضاً الشق السلبي Passive وهو الاستماع والقراءة. لذا، لكي تستوعب أي لغة بشكل كامل، ينبغي أن تستطيع التعامل مع هذه اللغة عن طريق التكلم والكتابة والاستماع والقراءة.
إذا تعاملت من قبل مع شخص لا يتحدث ولكنه يفهم فقط اللغة العربية ويرد عليك بلغته الأجنبية، سوف تدرك أن هذا الشخص لا يشعر بالراحة وبالانتماء لهويتك لأنه غير مُتَمَكِّن من اللغة... فهو دخيل علي اللغة وبالتالي يشعر بأنه دخيل علي الروح والثقافة والهوية التي تحملها هذه اللغة. هذا لأن الشعور بالأُلْفَة التامة مع اللغة يقتضي التمكُّن الكامل من هذه اللغة، ليس فقط كفهم، ولكن الاشتراك في الحديث والتعبير بهذه اللغة ... أي "الأخذ والعطاء" في اللغة... وليس فقط تلقي الكلام وعدم القدرة علي التعبير والرد.
هذا يقودنا للنقطة التالية: الطفل الذي يفهم اللغة فقط ولا يستخدمها في الحديث والتداول اليومي يجعله يشعر "بالغربة" عن هذه اللغة والثقافة والهوية التي تمثلها هذه اللغة. لذلك وجب التمكن الكامل من اللغة العربية، قراءة وكتابة والتحدث بها... ليس فقط اللغة العامية ولكن اللغة العربية الفصحى، حتى يتمكن أولادنا من فهم العِظات فهمًا جيدًا وقراءة الكتب الروحية الرائعة التي أنتجتها وتنتجها الكنيسة عبر القرون. لذا فإن خطورة فهم الكلام العامي فقط هو حِرمان أولادنا من روائع خدمة الكلمة والتعليم المسيحي العميق للكنيسة الأم.
أيضًا خطورة فهم الكلام فقط هو عدم قدرة أولادنا في تمرير اللغة وبالتالي الهوية الأرثوذكسية القبطية لأولادهم. وهذا أمر يسهل استيعابه وتصوره... فإذا تعاملت مع الجيل الثاني أو الثالث لمهاجرين أقباط، لأدركت مأساة الغربة والهوية المفقودة أو المشوهة والتي ساعد عليها ضعف أو انعدام اللغة العربية من حياة الأولاد والأحفاد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/ebooks/arabic-for-copts/understand.html
تقصير الرابط:
tak.la/zajsky8