ترجع تسميتهم -حسب أرجح الآراء- إلى "صادوق" رئيس الكهنة، الذي أقامه سليمان ملك إسرائيل (1 مل 2: 35). ويشير النبي حزقيال إلى "أبناء صادقون"، ويصفهم بأنهم أهل لخدمتهم، ويوثق بهم في واجباتهم... لا نعرف على وجه التحديد زمان قيام هذه الطائفة، لكن يُرجح أنه كان في زمان حكم أنطيوخوس ابيفانس Antiochus Epiphanes ملك السلوقيين بسوريا، الذي أخضع لحكمه بلاد اليهودية، حيث بدأ الصراع بين اليهودية والهيلينية... كان التثقيف بالثقافة الهيلينية (الإغريقية) الجديدة، هو الطريق الممهد للثروة والجاه السياسي والترقي في المناصب...
وقد اعتنق كثير من القادة الدينيين وأتباعهم وجهات النظر والعوائد الإغريقية، وتشبعوا بالروح العالمية(20). ولعل هذا ما أشار إليه سفر المكابيين بقوله "في تلك الأيام خرج من إسرائيل أبناء منافقون. فأغروا كثيرين قائلين، هلم نعقد عهدًا مع الأمم حولنا، فإنا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة" (مكابيين الأول 1: 12).
كان الصدوقيون يمثلون أرستقراطية الكهنوت، الذين أمسكوا بمقاليد السلطة في الشئون اليهودية إبان سيطرة الفرس ثم خلفاء الإسكندر (البطالمة والسلوقيين). وقد تمتعوا بنفوذ مطلق في الهيكل، وبالتالي في أورشليم وكل اليهودية... كانت تصل إلى أيديهم كل الضرائب التي تُجبى باسم الهيكل، سواء من اليهود المقيمين أو من يهود الشتات، فضلًا عن نصيبهم من الذبائح والعشور وضريبة الدرهمين (مت 17: 24).
وهكذا أثرى الصديقيون ثراءً عريضًا(21)، وترتب على ذلك إهمالهم للشئون الدينية وانصرافهم إلى العالميات... وكانت نتيجة ذلك أن انتقلت قيادة الشعب الحقيقية إلى الفريسيين والكتبة.
لم يكن ما ذكرناه هو السبب الوحيد لعداء الصدوقيين والفريسيين الشديد، بل هناك سبب آخر يتصل بإيمانهم... لقد كانت للصدوقيين.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
انحرافات عقيدية تتلخص في الآتي:
* كانوا يعارضون الناموس غير المكتوب، الذي اعتبره الفريسيون مُقدسًا وأنه انحدر إليهم عن موسى. ورفضوا قبول أية تشريعات غير واردة في ناموس موسى(22).
* كانوا لا يؤمنون بعقيدة القيامة من الأموات (أع 23: 1-9).
* أنكروا الملائكة والأرواح (أع 23: 8).
وكان من نتيجة ذلك أن فقد هؤلاء الصديقيون سيطرتهم على الشعب. وبعد خراب أورشليم والهيكل، فقدوا كليةً نفوذهم السياسي.
_____
(20) Sell, Samaritan and other Jewish Sects, pp. 58, 59.
(21) كانت هناك مخازن ضخمة ملحقة بالهيكل اليهودي لخزن كميات كبيرة من البضائع فضلًا عن الذهب والفضة، لذا كانت تُعين لها حراسة قوية، خوفًا من الناهبين. وشخص واحد يُدعى مرقس كراسوس Crassus نهب منه ما يوازي اثني عشر مليونًا من الدولارات ذهبًا وفضة. انظر:
Josephus Antiquities, 14. 7; Karl Kautsky, Foundations of Christianity, p. 229.
(22) أدخل اليهود بعد عودتهم من السبي بعض عادات وتقاليد غير مدونة في الناموس المكتوب. ونسب الفريسيون هذا التقليد الشفوي إلى موسى. وقالوا إن موسى في سيناء أخذ من الله ناموسًا شفويًا إلى جانب الناموس المكتوب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/sadducees.html
تقصير الرابط:
tak.la/wz62bwz