مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية📖

77- الغزو الروماني لفلسطين

 

St-Takla.org Image: A Roman warrior, soldier, man, centurion. صورة في موقع الأنبا تكلا: جندي روماني، محارب، قائد في الجيش، قائد المئة عند الرومان، رجل.

الغزو الروماني:

عندما بلغ نيرون خبر ثورة اليهود، أرسل قائده الذائع الصيت فسبسيان Vespasian على رأس قوة كبيرة إلى فلسطين... بدأت الحملة سنة 67 من ميناء بتولمايس (عكا)، وواجهت مقاومة مستميتة في الجليل قوامها ستون ألف مقاتل... لكن ما لبثت الأحداث في روما أن حالت بين فسبسيان واستكمال النصر، واضطرته إلى العودة إليها، بعد أن انتحر نيرون، وتعاقب على العرش الإمبراطوري ثلاثة أباطرة في فترة وجيزة. وانتهى الأمر بإعلان فسبسيان إمبراطورا سنة 69، فعمل على إعادة الأمن والنظام في ربوع الإمبراطورية.

خلف فسبسيان في قيادة الحرب ضد اليهود ابنه تيطس Titus الذي صار هو الآخر إمبراطورا بعد هذه الأحداث بعشر سنوات... كان جيش تيطس قوامه نحو ثمانين ألف مقاتل مدرب، وأقام معسكره على جبل سكوبس Scopus وجبل الزيتون المتاخم، في مواقع تمكنه من رؤية المدينة أورشليم والهيكل رؤية واضحة. ص 110 وكان وادي قدرون يفصل بين الرومان واليهود المحاصرين.

بدأ الحصار في إبريل سنة 70 م عقب عيد الفصح مباشرةً. وكانت أورشليم غاصة بالغرباء الذين وفدوا إليها لحضور ذلك العيد العظيم. حاول تيطس في بادئ الأمر التفاهم مع اليهود بالحسنى، لكن جماعة الغيورين رفضوا بكل تحد مقترحات تيطس ومحاولاته المتكررة، وتوسلات يوسيفوس (المؤرخ) الذي صحبه كمترجم ووسيط... وكانوا في ثورتهم الجنونية يقتلون كل مَنْ يتحدث عن الاستسلام.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

قام اليهود ببعض الهجمات أسفل وادي قدرون وفوق الجبل، كبَّدوا فيها الرومان خسائر كبيرة... كان هذا النجاح المبدئي سببًا في ازدياد حماس الغيورين، على الرغم مما حل بهم من مصائب ومتاعب... كان تيطس يصلب يوميًا من اليهود العصاة نحو خمسمائة يهودي... وما لبثت أن ظهرت المجاعة في أورشليم، نتيجة إحكام الحصار عليها. كانت المجاعة تحصد في كل يوم آلاف اليهود، الأمر الذي اضطر امرأة يهودية أن تشوي طفلها لتأكله⁽⁷²⁾!! وعلى الرغم من كل ذلك، فإن هذا البؤس كله لم يزحزح جماعة الغيورين المسيطرين على الموقف عن تعصبهم الجنوني... والواقع أن التاريخ لم يسجل لنا صورًا للبؤس أبشع مما شهدته أورشليم مدة حصارها على يد تيطس. كما أنه لا يسجل لنا مقاومة عنيدة، وشجاعة يائسة، واستخفافًا بالموت، على نحو ما أظهره اليهود في تلك الحرب⁽⁷³⁾.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(72) يذكر يوسيفوس هذه القصة المرعبة في كتابه:

.Wars of the Jews, 6.3.4.

(73) Schaff,Vol. 1, pp. 395-397.

دمار مدينة أورشليم وخراب الهيكل

الكنيسة المسيحية في عصر الرسل كتب الأنبا يوأنس أسقف الغربية

ثورة اليهود على الرومان

---