جاهرت الإبيقورية بنزعتها المادية وإلحادها الصريح بمعاداة الدين، وتهجمت على قدسيته، لأنها اعتبرت التماس الأمان مثلها الأعلى. فأدى بها هذا النظر إلى أن التوقف عن الاعتقاد في الدين، أَدْعى للأمان من الإيمان به. ومن ثم يصبح الإيمان بالدين خطية، بل أضحى عند بعضهم مبعث كل شر...
حاول أبيقور أن يجتث الدين من أساسه، فاعتبر الخوف هو الباعث الرئيسي على الإيمان، فعمل على تحرير العقل البشري من هذا الخوف، لينحل ما ترتب عليه من آثار..! ومضى في نزعاته المادية، مؤكدًا خلو الكون من كل حكم إلهي(37)... وقد نادت الأبيقورية بأن الآلهة تستمتع بنعيمها، وتعيش بمعزل عن الناس... لا تعبأ بأمورهم، ولا تعني بحياتهم. لذا لا يليق بالبشر أن يرهبوا تلك الآلهة... كما رفضت الأبيقورية القول بالعناية الإلهية... على أن الفلسفة الأبيقورية كما مارسها الرومان، كانت عقيدة سلبية، إذ خلت من كل رجاء في الخلود، ومن كل دافع من دوافع الخير، وكان شعارها: (لنأكل ونشرب ونطرب، فغدًا نموت)(38).
_____
(37) توفيق الطويل، قصة النزاع بين الدين والفلسفة ص 72، 73.
(38) أشار القديس بولس إلى ذلك في (1كو 15: 32).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-yoannes/apostolic-church/epicureanism.html
تقصير الرابط:
tak.la/3y4x9xb