6- صار المسيح هو الوسيط لدى الآب وشفيع البشرية
بصفته ابن الآب، وفي نفس الوقت هو بكر البشر، يصير السيد المسيح، لنا وسيطًا مع الآب، ومصالحنا مع الآب، وشفيعًا كفاريًا، وسبب رضى وقبول الآب للبشر فيه، بعد أن كان البشر خاضعين للغضب الإلهي، المعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم[89]، وهذه المصالحة مع الله صارت بسبب بر المسيح، وطاعته، وغلبته، وكل ما عمله بالجسد، إذ كان كل ذلك رصيدًا لصالح البشر.
فبتجسد السيد المسيح، وموته النيابي عن البشر، صار هو نائبًا للبشرية، وممثلها، أمام الآب، يشفع فينا بدمه الثمين [90]، شفاعة كفارية لا تنتهي (المسيح الشفيع الكفاري).
"وصرت لنا وسيطًا مع الآب، والحاجز المتوسط نقضته، والعداوة القديمة هدمتها، وصالحت الأرضيين مع السمائيين، وجعلت الاثنين واحدًا"[91].
“فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى ٱلتَّمَامِ ٱلَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى ٱللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ.” (عب 7: 25)
“وَإِلَى وَسِيطِ ٱلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ، يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ.” (عب 12: 24)
“وَلَكِنَّهُ ٱلْآنَ قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ بِمِقْدَارِ مَا هُوَ وَسِيطٌ أَيْضًا لِعَهْدٍ أَعْظَمَ، قَدْ تَثَبَّتَ عَلَى مَوَاعِيدَ أَفْضَلَ.” (عب 8: 6)
“وَلِأَجْلِ هَذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ ٱلْمَدْعُوُّونَ -إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ ٱلتَّعَدِّيَاتِ ٱلَّتِي فِي ٱلْعَهْدِ ٱلْأَوَّلِ- يَنَالُونَ وَعْدَ ٱلْمِيرَاثِ ٱلْأَبَدِيِّ.” (عب 9: 15)
“لِأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ ٱللهِ وَٱلنَّاسِ: ٱلْإِنْسَانُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ،” (1تي 2: 5)
“لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ ٱلْآنَ أَمَامَ وَجْهِ ٱللهِ لِأَجْلِنَا. وَلَا لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ مِرَارًا كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ إِلَى ٱلْأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ آخَرَ.” (عب 9: 24-25)
"وحيث إنه هو كلمة الآب ويفوق الكل، كان هو وحده القادر أن يعيد خلق كل شيء وأن يتألم عوض الجميع وأن يكون شفيعًا عن الكل لدى الآب"[92]
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
“وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ ٱلْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا ٱلصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى ٱلْأَرْضِ، أَمْ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ.” (كو 1: 20).
“وَأَنْتُمُ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلًا أَجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي ٱلْفِكْرِ، فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ ٱلْآنَ فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِٱلْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلَا لَوْمٍ وَلَا شَكْوَى أَمَامَهُ،” (كو 1: 21-22).
"لأن الله غَضِبَ على الإنسان، ونحن قد تحولنا عن الله سيدنا المُحب، والمسيح (بواسطة) وضع ذاته بين الله والإنسان صالح كلّا من الطبيعتين.
لكن بأي طريقة جعل المسيح نفسه وَسِيطًا؟ بأخذه على نفسه العقوبة التي يجب على الآب أن يُعاقبنا بها؛ مُقدمًا ذاته إلى كلُّ من العقوبات المفروضة (قانونيًا) ضدنا والإهانات المفروضة بواسطتنا أيضًا. هل تريد أن تتعلم كيف أحتمل هذين الأمرين؟ يقول الرسول: "اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا" (غل13:3). لقد رأيت بأي طريقة أخذ على نفسه العقوبة المفروضة (شرعيًا) من فوق. أنظر أيضًا كيف أحتمل الإهانات المفروضة بواسطة البشر: "تَعْيِيرَاتِ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَيَّ" (مز9:69). هل تُدرك بأي طريقة وضَع نهاية للعداوة، وكيف جعل الذي كان عدوًا صديقًا، ومُرضِيًا لله؛ لكن ليس قبل أن يكون قد أوفى (دفع) بالكامل كل ما كان دين مستحق، وتَمَّمَ كل ما كان يجب أن يكون وتألم؟ والدليل على كل هذه الأشياء الصالحة هو عيد هذا اليوم."[93]
"هذا الذي تجسد منكِ بغير تغيير. وصار وسيطًا لعهد جديد. من قِبل رشاش دمه المقدس طهر المؤمنين شعبًا مبررًا".[94]
"لأنه حلّ الحاجز وقتل العداوة بالكمال".[95]
"ثمرة بطنك، أتى وخلص المسكونة، ونقض العداوة عنا، وقرر لنا سلامه".[96]
"لأن من قِبَل ثمرتكِ، أدرك الخلاصُ جنسَنا. وأصلحنا الله مرة أخرى من قِبَل صلاحه".[97]
_____
[89] “لِأَنَّ غَضَبَ ٱللهِ مُعْلَنٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ ٱلنَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، ٱلَّذِينَ يَحْجِزُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْإِثْمِ.” (رو 1: 18).
[90] “عَالِمِينَ أَنَّكُمُ ٱفْتُدِيتُمْ لَا بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ ٱلْبَاطِلَةِ ٱلَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ ٱلْآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلَا عَيْبٍ وَلَا دَنَسٍ، دَمِ ٱلْمَسِيحِ،” (1بط 1: 18-19).
[91] القداس الغريغوري.
[93] القديس يوحنا ذهبي الفم، عظة على عيد الصعود "صعود المسيح تمجيد الإنسان".
[94] (تسبحة نصف الليل – القطعة الأولى من ثيؤتوكية الأحد).
[95] (تسبحة نصف الليل – القطعة الثامنة من ثيؤتوكية الإثنين).
[96] (تسبحة نصف الليل – القطعة الخامسة من ثيؤتوكية الجمعة).
[97] (تسبحة نصف الليل – القطعة الثانية من ثيؤتوكية السبت).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/you-desired-to-renew-him/intercession.html
تقصير الرابط:
tak.la/st3tt3x