St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   you-desired-to-renew-him
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب وأردت أن تجدده - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

22- رفض الهرطقات والمبالغات المتطرفة

 

6- رفض الهرطقات والمبالغات المتطرفة 

 قبولنا لكل الآراء، المتكاملة، والصحيحة، لا يمنع أن نستبعد طبعًا، ما رفضته الكنيسة منذ البداية من آراء هرطوقية، لا تليق بشخص وعمل ربنا يسوع المسيح. أو الآراء المُبالغ فيها:

 

St-Takla.org Image: Heresies, Arabic word - Designed by Michael Ghaly for St-Takla.org صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة البدع والهرطقات بالعربية والإنجليزية - تصميم مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

St-Takla.org Image: Heresies, Arabic word - Designed by Michael Ghaly for St-Takla.org.

صورة في موقع الأنبا تكلا: كلمة البدع والهرطقات بالعربية والإنجليزية - تصميم مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

1- مثل تلك التي صوّرت الآب بالإله الغاضب القاسي الذي يحتاج إلى تهدئة، ويقف مشاهدَا، متلذذًا بعقاب ابنه، وأن الابن جاء متجسدًا، لكي يرضيه.

وكأن قضية التجسد والخلاص هى لحل مشكلة لدى الله ذاته، بينما نعلن في قانون الإيمان : "هذا الذي من أجلنا نحن البشر، ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس، ومن مريم العذراء، وتأنس ..."

فهذا الشرح المنحرف يفصل بين الآب والابن، ويصّور الآب بالإله القاسي الغضوب[129]، والابن بالإله الطيب الصالح، وهذا يفسد فهمنا لمساواة الابن للآب في كل شيء، في الجوهر والإرادة والعمل، ويتجاهل محبة الآب للإنسان، ويغفل دور الروح القدس - كأقنوم له نفس الجوهر الواحد مع الآب والابن - يتجاهل دوره في التدبير الخلاصي.

 فغضب الله المعلن على جميع فجور الناس وإثمهم[130]، حسب تعبير القديس بولس، هو غضب الثالوث القدوس، وليس غضب الآب فقط.

وصفح الله عن البشرية، بذبيحة المسيح الخلاصية، هو عمل ثالوثي أيضًا، وليس عمل الابن فقط.

والعمل الخلاصي هو يخصنا نحن البشر، ولا يوجد مشكلة لدى الله أتى المسيح ليحلها.

ومن المؤكد أن الله يغفر لنا مجانًا، فهو لا يطلب أي تعويض. ولكن الابن الوحيد، بإرادته، ومسرة أبيه، والروح القدس "أسلم ذاته فداءً عنا، إلى الموت الذي تملك علينا، هذا الذي كنا ممسكين به، مبيعين من قبل خطايانا". [131]

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

2- ونرفض كذلك، الآراء التي تخيلت صراعًا بين العدل والرحمة في الثالوث، وكأن الله قد وضع نفسه في مأزق، ألزمه، وفرض عليه التجسد والموت لحل هذا الصراع. فقد تعلمنا من آبائنا أن عدل الله رحيم، ورحمة الله عادلة. (البابا شنودة الثالث)

 

3- ونرفض فكرة دَفْع الفدية للشيطان؛ [132] لكي يحررنا.[133]

 

4- كذلك، تلك الآراء التي حصرت فعل الخلاص في عمل الابن فقط.

 

5- والآراء التي حصرت عمل الخلاص في الصليب فقط؛ متجاهلة أعمال المسيح الأخرى الخلاصية، وهى التجسد، والتعليم، والشفاء، والقيامة، والصعود، وإرسال الروح القدس، وعمل الروح القدس في الكنيسة، بالإضافة إلى الصليب المجيد طبعًا.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[129] يتم بنعمة المسيح تجهيز كتاب عن المفهوم الآبائي للغضب الإلهي.

[130]لِأَنَّ غَضَبَ ٱللهِ مُعْلَنٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ ٱلنَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، ٱلَّذِينَ يَحْجِزُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْإِثْمِ.” (رو 1: 18).

[131] (القداس الباسيلي القبطي).

[132] "فأنا أسأل لمن دُفعت (الفدية)؟ ولماذا؟ إذا قلنا لإبليس، فيا للعار أن اللص يحصل ليس فقط على فدية من الله، بل فدية هى الله نفسه! وهذا ثمن باهظ ليدُفع إلى طغيانه قبل أن يخلي سبيلنا!" (القديس غريغوريوس النيزينزي).

"كيف يدفع الله الثمن للشيطان المديون؟ كيف لمن هو مديون أن يأخذ ديون؟ فمستحيل أن الشيطان المديون يأخذ ثمن؟ ما الذي سينتفع به الشيطان من أخذه دم المسيح؟". (البابا شنودة الثالث).

[133] السيد المسيح قدم ذبيحته لله أبيه عن خلاص البشر.

فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلهِ بِلَا عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا ٱللهَ ٱلْحَيَّ!” (عب 9: 14).

وَٱسْلُكُوا فِي ٱلْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً لِلهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً.” (أف 5: 2).

لأنه يُقدِّم ذاته ذبيحة إلى أبيه، وليس بالتأكيد لأجل ذاته وفق التعليم المستقيم، لكن لأجلنا نحن الذين كنا تحت نير وثقل الخطية" القديس كيرلس الكبير، السجود والعبادة بالروح والحق، المقالة العاشرة.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/you-desired-to-renew-him/heresies.html

تقصير الرابط:
tak.la/nnc2rzj