محتويات: (إظهار/إخفاء) |
خطأ وجود منهجين
(علنًا وسرًا) * التلون * المُداهنة * الكذب * العمل في الظلام ← لماذا يُصدق الناس الكذب؟ |
الخادم الصادق يكون صريحًا في الإيمان "إِلَى تِيطُسَ، الاِبْنِ الصَّرِيحِ حَسَبَ الإِيمَانِ الْمُشْتَرَكِ. نِعْمَةٌ وَرَحْمَةٌ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا" (راجع تي 1: 4)، ويجاهر بهذا الإيمان دون كذب أو مراوغة، بل ويفتخر بإيمانه وبالدفاع عنه، كمثل الرسل وكل الآباء "أَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا" (أع 4: 20).
أما إن لجأ الخادم إلى تغيير تعليمه، فيتكلم علنًا كلامًا طيبًا وشرحًا جميلًا.. وفي السر يتكلم بأمور مُلتوية.. فهذا دليل على عدم صدقه وعدم أمانته "رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ" (يع 1: 8)، "لأَنَّ الْمُلْتَوِيَ رِجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ. أَمَّا سِرُّهُ فَعِنْدَ الْمُسْتَقِيمِينَ" (أم 3: 32).
إنه يبدو أمام سامعيه كمثل الملاك البريء، لأنه حريص ألا يُظهِر آراءه الخاطئة إلا للخاصة والمُريدين.. وقد يلجأ إلى تعليم تلاميذه ألا يجاهروا بهذه الآراء، بحجة أنها (تثير شكاية الشيطان ضدهم!!)
"ولكي يَحظَى الهراطقة بثقة الناس يمزجون السم بالخمر بالعسل، حتى إذا تناوله الإنسان يستطيب اللذة الرديئة ويموت" (القديس أغناطيوس الثيؤفوروس).
وبذلك يتعلم تلاميذه الخُبث والكذب والدهاء... فهل هذه سمات تعليم المسيح؟ هل علَّم الآباء بهذه الطريقة المُلتوية؟ هل كان القديس أثناسيوس يُعلِّم في العَلن بتعليم لا يُوافق عليه في السر، أو يتكلم في السر بكلام يُخالف ما يقوله في العَلن؟ "هناك أناس يكرزون باسم المسيح في رياء وخداع، ويقومون بأعمال لا ترضيه.. يجب أن تبتعدوا عن هؤلاء كابتعادكم عن الوحوش المفترسة.. تجنبوهم، لأن الشفاء من عضهم عَسِر" (القديس أغناطيوس الثيؤفوروس).
* إن وجود منهجين للتعليم في خدمة الخادم، دليل قاطع على كذبه، وعدم أمانته، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهو غير جدير أن يتبعه الناس، لأنه غير صادق مع نفسه.
إن هؤلاء الكاذبين ينطبق عليهم قول السيد المسيح: "يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ الْفَمُ" (مت 12: 34).
لقد قيل عن الشيطان أنه "...مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ" (يو8: 44). "... كُلَّ كَذِبٍ لَيْسَ مِنَ الْحَقِّ" (1يو2: 21).
* أما الخادم الحقيقي فهو صادق "مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ وَأَمَّا مَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ الَّذِي أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمٌ" (يو7: 18)، "مَنْ يَسْلُكُ بِالاِسْتِقَامَةِ يَسْلُكُ بِالأَمَانِ وَمَنْ يُعَوِّجُ طُرُقَهُ يُعَرَّفُ" (أم 10: 9).
مشكلة الجماعات المُنحرفة دينيًا وروحيًا أنهم يَعملون في الخفاء والظلام.
وما يُميز عمل السيد المسيح أنه في النور "أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ" (يو12: 46).
"...أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" (يو8: 12).
إن الظلام يليق بالوثنية والهراطقة فقط، فلا يدَّعي أحد أنه خادم المسيح وهو يسلك في السر والظلام. "لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ..... وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا.... وَلَكِنَّ الْكُلَّ إِذَا تَوَبَّخَ يُظْهَرُ بِالنُّورِ. لأَنَّ كُلَّ مَا أُظْهِرَ فَهُوَ نُورٌ" (أف 5: 8-13)، ".... وَالَّذِي يَسِيرُ فِي الظّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ. مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّورِ..." (يو12: 35-36).
"إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ" (1يو1: 6).
إن السيد المسيح هو "نُورُ الْعَالَمِ" (يو9: 5)، وخُدامه هم خُدام النور والنهار "وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَمْشِي فِي اللَّيْلِ يَعْثُرُ لأَنَّ النُّورَ لَيْسَ فِيهِ" (يو11: 10).
ولكن الشيطان يحب الظلام "وَهَذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلَّا تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللَّهِ مَعْمُولَةٌ" (يو3: 19 – 21).
يُجيبنا على هذا، معلمنا بولس الرسول بخصوص الكذب والكذاب: "الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا. وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ" (2تس 2: 9 – 12).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/vanity-of-heretics/two-faced.html
تقصير الرابط:
tak.la/3aff7m2