مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب حل تعاظم أهل البدع - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

14- بث روح الإحباط والفشل

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

* كُن إيجابيًا * الكنيسة مستشفى تائبين * لماذا لا ننظر إلى جهاد هؤلاء المحسوبين أنهم ضعفاء؟ * لماذا لا نكون مُنصفين، ونُقدِّر إيجابيات الناس ونحترم إنجازاتهم؟ * الروح القدس لا يترك الكنيسة

4- بث روح الإحباط والفشل:

لكي يُثَبّت هذا القائد الأوحد أقدامه في قلوب تابعيه... عليه أن ينشر فكرة: أن الكنيسة كلها فاسدة... ومجموعته فقط هي مجموعة المؤمنين الحقيقيين!!

لن يتعب كثيرًا هذا القائد، في كشف سلبيات الآباء والخدام، والتركيز على الضعفات... ويتجاهل الإيجابيات والقوة، في خدمات الكنيسة... فتصير الدنيا مظلمة في عيون سامعيه.. إذ يقول لهم: أن كل شيء خراب، والكنيسة مُخزية ومُخجلة وخَرِبة... ولا أمل في إصلاحها... وقد فارقها روح الله... وابتعدت عن روح الآباء!!! إلخ.

إن هذا المنهج يُذكرنا بالجواسيس الذين أرسلهم يشوع، ورجعوا بدون إيمان وهبَّطوا معنويات الشعب وقيل عنهم "فَأَشَاعُوا مَذَمَّةَ الأَرْضِ..." (عد 13: 32)، ولم يكن أمينًا لله إلا يشوع بن نون، وكالب بن يفنة اللذان آمنا أن الله قادر أن يغلب بالقليل وبالكثير... لم يصدق الشعب يشوع وكالب، بل صدقوا الكاذبين حتى اغتاظ الرب وقال لموسى: "وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: حَتَّى مَتَى يُهِينُنِي هَذَا الشَّعْبُ وَحَتَّى مَتَى لا يُصَدِّقُونَنِي بِجَمِيعِ الآيَاتِ التِي عَمِلتُ فِي وَسَطِهِمْ؟" (عد 14: 11)، هؤلاء الذين تُصلي بسببهم الكنيسة قائلة "الشكوك وفاعلوها أبطلهم.. أبطل حسدهم وسعايتهم وجنونهم وشرهم ونميمتهم التي يصنعونها فينا" (أوشية الاجتماعات).

* كُن إيجابيًا:

إن الخادم الروحي يُعلِّم أولاده الإيجابية، وعدم إدانة الناس.. وأن ننظر إلى الجانب المُضيء.. أما الجانب الضعيف فعلينا أن نتكاتف ونسد الثغرة.. لا أن نفرح بها ونُضخمها، وتصير سببًا في انتشار الإحباط واليأس...

"مَنْ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ عَبْدَ غَيْرِكَ؟ هُوَ لِمَوْلاَهُ يَثْبُتُ أَوْ يَسْقُطُ... وَأَمَّا أَنْتَ فَلِمَاذَا تَدِينُ أَخَاكَ؟ أَوْ أَنْتَ أَيْضًا لِمَاذَا تَزْدَرِي بِأَخِيكَ؟ لأَنَّنَا جَمِيعًا سَوْفَ نَقِفُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ. بَلْ بِالْحَرِيِّ احْكُمُوا بِهَذَا: أَنْ لاَ يُوضَعَ لِلأَخِ مَصْدَمَةٌ أَوْ مَعْثَرَةٌ" (رو14: 4، 10، 13). حقًا تُصلي الكنيسة عن مثل هؤلاء "حِل تعاظمهم، عرفهم ضعفهم سريعًا" (أوشية الاجتماعات).

St-Takla.org Image: Portrait of Dr. Gachet, by Vincent van Gogh, 1890, oil on canvas, 67 cm × 56 cm (23.4 in × 22.0 in) - Musée d'Orsay: Orsay Museum, Paris, France. Established in 1986 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 14, 2014 صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة بورتريه الطبيب غاشيه (دكتور جاشيه)، بريشة ڤان جوخ (غينسنت فان جوخ)، 1890، زيت على قماش بمقاس 67×56 - صور متحف أورسيه، باريس، فرنسا. الذي أنشئ عام 1986 - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 14 أكتوبر 2014

لمصلحة مَنْ – إلا الشيطان – أن يدَّعي أحد أن الكنيسة فاسدة... بكل قيادتها وآبائها... مَنْ سيتشجع ويتوب؟ مَنْ سيتقوى ويخدم؟

إنها بكل تأكيد ضربة شيطان، حتى يفقد الشباب عزيمته على العمل الروحي.

* الكنيسة مستشفى تائبين:

ليست الكنيسة فاسدة، بل هي جماعة القديسين، الذين يعمل فيهم الروح القدس... وضعفات الأشخاص تُحسَب على أنها جهاد قانوني... لأننا لا نستسلم للضعف... ولا يستطيع أحد أن يدَّعي أنه بلا ضعف أو بلا خطية... فلماذا ننظر إلى ضعف البعض على أن الكنيسة كلها ضاعت؟

* ولماذا لا ننظر إلى جهاد هؤلاء المحسوبين أنهم ضعفاء؟

إن هذا المنهج منهج شيطاني الذي "وَيَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ ضِدَّ الْعَلِيِّ وَيُبْلِي قِدِّيسِي الْعَلِيِّ وَيَظُنُّ أَنَّهُ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالسُّنَّةَ..." (دا 7: 25).

* ولماذا لا نكون مُنصفين، ونُقدِّر إيجابيات الناس ونحترم إنجازاتهم؟

إن الخادم الروحي يبث في الشباب روح التفاؤل، والرجاء والحماس للعمل في اتضاع، مع روح احترام الآخرين الكبار والصغار..

* الروح القدس لا يترك الكنيسة:

إن الإدعاء الباطل بأن الكنيسة قد انحرفت عن الإيمان، وأن الروح القدس قد فارقها لا يُدعمه آية واحدة بل هو مَحض افتراء، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى... بل بالعكس أن الوعود الإلهية المذكورة بالإنجيل المقدس تبرهن على أن الله لا يمكن أن يترك كنيسته.

"...وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ. آمِينَ" (مت 28: 20).

بل الأكثر من هذا أنه "لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسَطِهِمْ" (مت 18: 20).

فكيف يُفارق الله كنيسته وهو صادق في وعوده؟

إن الروح القدس يمكث معنا إلى الأبد "وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. ....لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ" (يو14: 16 – 17).

إن وعد المسيح في كل جيل: "...لأَنَّ لِي شَعْبًا كَثِيرًا فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ" (أع 18: 10). "مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ" (أع 14: 17). "...مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيدًا" (أع 17: 27).

والسيد المسيح عندما اختار تلاميذه وأرسلهم قال لهم: "أَنَا اخْتَرْتُكُمْ وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ..." (يو15: 16).

لم يكُن وعده الإلهي أن الثمار ستذبل والكنيسة ستنطفئ... ولكنه وعدنا أن الثمار ستدوم... ليس فقط في عهد الآباء الرسل بل أيضًا الأجيال التالية: "وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هَؤُلاَءِ فَقَطْ بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكلاَمِهِمْ" (يو17: 20).

إن الله لا يترك كنيسته بل وعد أن "...عَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا" (مت 16: 18).

الغيبية والخرافات

حل تعاظم أهل البدع كتب الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

خطأ القائد الأوحد وإدعاء النبوة

---