محتويات: (إظهار/إخفاء) |
*
خطأ القائد الأوحد
وإدعاء النبوة * المسيح الكذاب |
لقد تعلمنا في الكنيسة أن نستقي مياهًا بفرح من ينابيع الخلاص "فَتَسْتَقُونَ مِيَاهًا بِفَرَحٍ مِنْ يَنَابِيعِ الْخَلاَصِ" (راجع أش 12: 3)، ويصير المسيحي كمثل النحلة النشيطة، يرتشف رحيق أزهار الكنيسة... فيسمع للبابا وللأساقفة وللآباء الكهنة، وللوعاظ وللخدام.... وينفتح قلبه ليتعلم من الجميع... فيصير تكوينه الروحي متوازنًا.
قد يكون أحد المتكلمين متخصصًا في الطقس، لا يتكلم إلا فيه... وآخر له المنهج النُسكي في الشرح، وثالث يتبنى المنهج الاجتماعي والإنساني... ورابع يشرح الإنجيل بكفاءة... إلخ.
فإذا أُغلقت على نفسي مع مُعَلِم أوحد... صرت نسخة منه أتبنى أفكاره وأدافع عنه كمن يدافع عن المسيح!!
أما إذا انفتح قلبي على الجميع، صرت مجملًا بالمعرفة، متنوعًا ومتوازنًا في الفكر والسلوك والإيمان...
خطر هذه الجماعات، أنها لا تسمع إلا لقائد واحد... ويقدسونه حتى درجة اعتباره القائد المُلهم، والنبي الذي يسمع صوت الله، ويتكلم مع الروح القدس وجهًا لوجه. وها هو إرميا النبي يقول: "فَقَالَ الرَّبُّ لِي: بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِلٍ وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ" (إر 14: 14).
"أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ لأَنَّ أَنْبِيَاءَ كَذَبَةً كَثِيرِينَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى الْعَالَمِ" (1يو4: 1)، "فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ" (مت 24: 5).
* وليس شرطًا أن يدَّعي المسيح الكاذب أنه المسيح بوضوح، فحتمًا سوف لا يُصدقه الناس ولكن يكفي لأن يكون كاذبًا أن يدَّعي أنه مخلص الكنيسة!!
لا يوجد مُخلِص للكنيسة إلا المسيح فقط، وليس لأي إنسان مهما كان أن يدَّعي أن الكنيسة قد فسدت وأنها تحتاج إليه أو إلى وجوده، وإلى مجهوده لكي تَخلُص.
* إنهم أنبياء كذبة ومُسحاء كذبة سبق أن حذرنا منهم السيد المسيح نفسه "لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا" (مت24: 24)، "وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ" (مت 24: 11).
"اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ..." (مت 7: 15 – 16).
"...لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي (المسيح) إِنْ لَمْ يَأْتِ الاِرْتِدَادُ أَوَّلًا، وَيُسْتَعْلَنَ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ، الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلَهًا أَوْ مَعْبُودًا، حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلَهٍ مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلَهٌ" (2تس 2: 3 – 4).
حتى إن كان هذا المُعَلِّم الأوحد أرثوذكسيًا في فكره، فسيقود تابعيه إلى هُوة عبادة الأشخاص، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. وإن كان مُنحرفًا في فكره، وليس أرثوذكسيًا فسيقودهم إلى الهلاك أجمعين.. فالخطر قائم في الحالتين..
* السيد المسيح وهو المعلم الصالح الأوحد.. لكنه لم يتبع هذا المنهج المريض.. فكان يحترم مُعَلِّمًا آخر في جيله هو يوحنا المعمدان.. وقد أَرسَل تلاميذه اثنين اثنين أمام وجهه، ليشاركوا في خدمة التعليم... ولم يمسخ شخصيات تلاميذه، بل كان لكل منهم نكهته الخاصة، مع الاحتفاظ بالروح الواحد، والتعليم الواحد، والإيمان الواحد...
إن القائد الأوحد ينطبق عليه قول معلمنا يوحنا الرسول أنه: "...يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ الأَّوَلَ بَيْنَهُمْ..." (3يو1: 9), أنه: "مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ..." (راجع يو7: 18)، وهو خطر على كل الوجوه، حتى ولو كان سليمًا عقائديًا... فما بالك إن كان منحرفًا، وانحرافه واضح... إلى أين سيقود تابعيه ومريديه، بل وعابديه؟
وخطورة القائد الأوحد، أنه يمسخ شخصيات تابعيه، ويعمل لهم (غسيل مخ) فيصيرون عابديه وتابعيه، حتى لو قادهم للانتحار (مثلما حدث في بعض بلاد الغرب).
إن الخادم الصادق لا يَنساق وراء الزعامة المزيفة... ولا يفرح بانجذاب الناس إليه والتفافهم حوله... ولكنه يفرح بمجد السيد المسيح وبانجذاب الناس إلى السيد المسيح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/vanity-of-heretics/anti-christ.html
تقصير الرابط:
tak.la/mzzj6ws