St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   inherit-eternal-life
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

4- مفهوم ضمان الملكوت وعدم هلاك المؤمن

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

مشكلة مبدئية
المؤمن وغير المؤمن

مشكلة مبدئية:

قبل أن نخوض في الشرح.. علينا أن ننتبه إلى مشكلة تفسيرية، يقع فيها أصحاب مبدأ "ضمان الملكوت وعدم هلاك المؤمن"، وهي:

أما المعمودية بالماء.. ففي نظرهم هي مجرد إجراء شكلي طقسي، لا قوة له ولا معنى.. غير أنه مجرد رمز للدخول إلى الإيمان بالمسيح أو علامة ظاهرية فقط، ويتهمون الكنائس التقليدية التي تتمسك بالطقوس والأسرار الكنسية بأنها "كنائس اسمية".. بمعنى أنها مخدوعة بما تمارسه من طقوس ما دام المؤمن بداخلها غير متأكد من خلاصه وهو في هذه الحالة لا يُعد مؤمنًا أصلًا!!

وهذا نص من كتاباتهم (منقول من شبكة الانترنت): "مَنْ هو المؤمن وما هو الفارق بين المؤمن والخاطئ؟ المؤمن هو الشخص الذي أتى إلى يسوع شاعرًا بثقل وبشاعة خطاياه، ومقرًا بعدم استحقاقه في ذاته إلاَّ إلى الموت والطرح في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، ويأتي بروح متضعة ومنسحقة ملقيًا كل خطاياه على الرب يسوع المسيح، واثقًا في عمله الكفاري مثل الابن الضال. فيقبله الرب ويولده مرة ثانية كما قال الرب لنيقوديموس...".

لاحظ أنه هنا وضع المؤمن والخاطئ في مقارنة.. فالمؤمن في نظرهم لا يمكن أن يُسمى خاطئًا، والخاطئ هو إنسان غير مؤمن حتى ولو كان مسيحيًا.

St-Takla.org Image: Christ hugging a young man, we are part of Jesus, by Fahmy Eshak صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يسوع يحتضن شابًا، نحن جزء من المسيح، رسم الفنان فهمي إسحق

St-Takla.org Image: Christ hugging a young man, we are part of Jesus, by Fahmy Eshak

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يسوع يحتضن شابًا، نحن جزء من المسيح، رسم الفنان فهمي إسحق

ولاحظ أيضًا أنه هنا لم يورد ذكرًا عن الماء ولا الكنيسة ولا الكاهن ولا المعمودية.. بل في نظره أن الميلاد الثاني هو مجرد انفعال نفسي.. وعبارة واحدة هي: "أنا يا ربي يسوع شاعر أني خاطئ وهالك، وأنا مؤمن أنك تقدر تخلصني إلى التمام".. ففي هذه الحالة يُولد الإنسان ميلادًا جديدًا، بدون ماء وبدون كاهن وبدون احتياج للكنيسة.

ويكمِّل النص المذكور: "ويعطيه طبيعة جديدة بها يستطيع الشخص المؤمن بالحقيقة أن يعمل أعمال الله.. بعدها يصبح الشخص ابن الله ويريد أن يسر قلب الله.. بمعنى تصير إرادتي أن أسر قلب الله من أجل ذلك لن أخطئ ولن أهلك".

ويكمِّل كلامه قائلًا: "لكن في بعض الأحيان لوجود الطبيعة القديمة في المؤمن يحدث أن المؤمن يزل، بمعنى أنه يغلط، لكن هذه لا تؤثر على خلاصه الأبدي، لا مشكلة في أن تغلط.. أنت مؤمن فخطاياك مغفورة تلقائيًا في دم المسيح كما ذكر في رسالة يوحنا: "يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ" (1يو1:2).

ثم يستكمل كتابته: "وأما الخاطئ فهو الشخص الذي لم يمر باختبار الولادة الجديدة، ربما يكون حضر فرص روحية وتأثر منها لكن لم يحدث توبة حقيقية".

ثم يستكمل: "إن المؤمن الحقيقي لن يهلك إطلاقًا، وأركز على كلمة المؤمن الحقيقي فهناك مَنْ يقولون إننا مؤمنون بمجرد ولادتنا في أسرة مسيحية".

وفي تعليمهم يقولون إن المؤمن الحقيقي هو الإنسان الذي يعلن أنه خلص ويضمن الملكوت ولن يهلك.. فإذا أوردنا مثلًا لمؤمن هلك يقولون إنه لم يكن أصلًا مؤمنًا حقيقيًا، بل كان متوهمًا أنه مؤمن ونضيع بذلك في متاهة الألفاظ والمصطلحات، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.

حتى حينما يعلنون عن خلاص أحدهم في يوم وساعة ما بالتحديد ثم بعد فترة يترك الكنيسة ويحيا في الخطية يقولون عنه إنه كان مؤمنًا مزيفًا.. فيكون التلاعب باللفظ هو المهرب من الموقف، ويقولون إن هذا الشخص ممكن أن يخدع نفسه ويخدع الآخرين ولكنه لا يقدر أن يخدع الله.

وهنا يكونون قد رجعوا لما ننادي ونؤمن نحن به.. أن الإنسان لا يضمن نفسه، وأنه لا يعرف أعماقه ومصيره النهائي ولا يضمن نفسه إلى النهاية، ولا يستطيع أن يُحدِّد إن كان في نظر الله مؤمنًا حقيقيًا أم أنه يخدع نفسه.

ويستطرد الفكر قائلًا في نفس النص: "ربما يأتي إلى ذهن القارئ العزيز مادام المؤمن لا يهلك إذًا فهذا مبرر للعيشة الإباحية في الخطية. أذكر أن المؤمن الحقيقي لا يمكن أن يستمتع بالعيشة الإباحية في الخطية، لأنه لا يريد أن يغضب الله ولأن الطبيعة الجديدة التي أخذها لا تشبع بالخطية لكن تشبع بربنا، لكن لو حدث أن المؤمن الحقيقي سقط في محبة العالم وشهواته.. يتدخل الرب يسوع راعي الخراف العظيم، ويرد نفس المؤمن وإن لزم الأمر ذلك التأديب، فقد يعالج الله المؤمن بالتأديب ولكنه لن يهلك إلى الأبد".

بمعنى أن كل ما سيحدث هو أن ربنا يؤدبه فقط.. لكن وهو يؤدبه يقول له: "أنت على أية حال ابن.. وأنت في جميع الأحوال داخل السماء".. بينما الكتاب المُقدَّس لم يُعلِّم بهذه المفاهيم، كما سأورد عشرات الآيات في الفصول الباقية من الكتاب.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

المؤمن وغير المؤمن:

في يوم العنصرة وقف مُعلِّمنا بطرس يعظ؛ فالسامعون "نُخِسوا في قُلوبِهِمْ"، وقالوا: "مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ؟" فقال لهم: "توبوا وآمَنوا".

كان الكلام مُوجهًا إلى غير المؤمنين.. لذلك قال: "آمَنوا...".. ولم يقل لهم بطرس الرسول إن بكم زناة، وبكم قتلة، وفيكم كذا وكذا.... إنها ليست البداية أبدًا.. ولكن البداية أن تؤمن.. وبعد أن تؤمن نتكلّم عن العمل بالوصايا فهي مُوجهة للمؤمنين.. أما للمؤمنين فيقول مُعلِّمنا يوحنا: "كُلُّ مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ قَاتِلُ نَفْسٍ، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ" (1يو15:3).

عندما تتكلم مع مؤمنين تتكلم عن المحبة التي بدونها يصير الإنسان كقاتل نفس!

فما عقوبة ذلك؟ هل تأديب من الرب؟ لا.. لأنه قال: "وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ كُلَّ قَاتِلِ نَفْسٍ لَيْسَ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ ثَابِتَةٌ فِيهِ" (1يو15:3). فالموضوع ليس فقط تأديب.. لكن يصل لضياع الأبدية.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/inherit-eternal-life/concept.html

تقصير الرابط:
tak.la/4tytc27