St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   economy-of-salvation
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تدبير الخلاص حسب الكنيسة الجامعة - الأنبا رافائيل الأسقف العام

58- عمل السيد المسيح في تدبير الخلاص متعدد الاتجاهات والنتائج

 

St-Takla.org Image: Christ leading the Fathers out of Limbo (Adam, Eve and their sons being led out of the fortress of hell) - from: Mirror of Human Salvation manuscript (image 169) (Speculum Humanae Salvationis), (Cologne or Westfalia, c1360) - Universitäts-und Landesbibliothek, Darmstadt, Germany, Hs 2505. صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يخرج آدم وبنيه من الجحيم. - من مخطوط مرآة خلاص البشرية (صورة 169)، صدر في كولونيا أو وستفاليا بألمانيا، 1360 م. تقريبًا - جامعة دارمشتات التقنية، ألمانيا.

St-Takla.org Image: Christ leading the Fathers out of Limbo (Adam, Eve and their sons being led out of the fortress of hell) - from: Mirror of Human Salvation manuscript (image 169) (Speculum Humanae Salvationis), (Cologne or Westfalia, c1360) - Universitäts-und Landesbibliothek, Darmstadt, Germany, Hs 2505.

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يخرج آدم وبنيه من الجحيم. - من مخطوط مرآة خلاص البشرية (صورة 169)، صدر في كولونيا أو وستفاليا بألمانيا، 1360 م. تقريبًا - جامعة دارمشتات التقنية، ألمانيا.

ثانيًا: نتائج البحث القائمة على الأساس الثاني

 

أن عمل السيد المسيح في تدبير الخلاص متعدد الاتجاهات والنتائج.

1- لم يَتَبَنَّ الآباء الأولون اتجاهًا واحدًا في شرح تدبير الخلاص، بل تبنوا اتجاهات عديدةً، ونظروا إليها بنظرة تكاملية، وليست تصادمية. وأقصد هنا تحديدًا الاتجاه القانوني القضائي مع الاتجاه الكياني الشفائي؛ فأعمال المسيح الخلاصية هي أعمال كثيرة، ومجيدة، ولا يمكن أن تُستقصَى.

فقد قال القديس أثناسيوس الرسولي:

"لم يكن ممكنًا أن يُحَوِّل الفاسِد إلى عدم الفساد إلا المُخَلِّص نفسه، الذي خَلَقَ منذ البدء كل شيء من العدم. ولم يكن ممكنًا أن يعيد خلق البشر ليكونوا على صورة الله إلاّ الذي هو صورة الآب. ولم يكن ممكنًا أن يجعل الإنسان المائت غير مائت إلاّ ربنا يسوع المسيح الذي هو الحياة ذاتها. ولم يكن ممكنًا أن يُعلّم البشر عن الآب ويقضى على عبادة الأوثان إلا الكلمة الذي يضبط كل الأشياء، وهو وحده الابن الوحيد الحقيقي".[465]

لاحظ أن القديس أثناسيوس في شرحه لسر التجسد والفداء لم يكتفِ باتجاه واحد في إدراك ما عمله الله معنا وفينا. فذبيحة المسيح متعددة المفاعيل والوجوه. إنها حقًا طرق الخلاص، كما عبّر القداس القبطي الباسيلي. لذلك فالكنيسة لا تحصر الصليب في معنى واحد، بل تفرح بعمل الله المتعدد الوجوه من أجلنا، ومحبته الفيَّاضَة التي لا يُعبَّر عنها.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

2- الإيمان هو سر لا يمكن إدراك كماله. هو سر لا ينتهي الإنسان من فهمه.

 

3- طريق فهم هذا التدبير يبدأ من شرح خلق الإنسان من العدم على صورة الله، وكانت هذه الصورة هي السبب الوحيد والكافي ليكون للبشر وعد الحياة الأبدية.

 

4- عندما سقط الإنسان الأول، سقطت فيه وأخطأت كل البشرية، وتشوهت الصورة الإلهية، وفقد الإنسان السبب الذي يعطيه الحياة الأبدية، وصار سائرًا في طريق الموت والهلاك الأبدي.

 

ربما يتعجب القارئ عما يُعَلِّم به اللاهوتيون الجُدُد من تعاليم مختلفة عما تسلمته الكنيسة منذ العصور الأولى على أيدي آبائها القديسين. لذلك وبكل أمانة أردت أن أضع ملخصًا للتساؤلات الكثيرة حول هذه القضايا المتشعبة لتكون بين يدي كل باحث. ربما كان يكفي أن نصلي الليتورجيات بفهم لنتعلم كل شيء باتزان، لكن حملة التشكيك التي يتبناها البعض، حتمت عليَّ الدخول في هذه الدراسة لسبر غور الحقائق الإيمانية المحفوظة في ضمير الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[465] القديس أثناسيوس الرسولي - تجسد الكلمة: (20/ 1)، مرجع سابق ص60.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/multiple-results.html

تقصير الرابط:
tak.la/h87vmy9