سؤال البحث الرئيسي هو:
هل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد حفظت حتى اليوم، ما تَسَلَّمَتْهُ من الكنيسة الجامعة الواحدة، منذ تأسيس الكنيسة بحلول الروح القدس في يوم الخمسين إلى ما قبل الانشقاق سنة 451 م. في خلقيدونية؟
وهذا السؤال الرئيسي تُصَاحِبهُ أسئلة فرعية وهي:
هل ورثنا خطية آدم أم نتائجها فقط (أي الموت والفساد فقط)؟
ما الفرق بين اللاهوت الشرقي، واللاهوت الغربي، ومتى نشأ هذا الاختلاف؟ وكيف كان الشرق (القسطنطينية) والغرب (روما) في شركة معًا حتى القرن الحادي عشر الميلادي (سنة 1054)؟
هل الموت الذي وقع على آدم ونسله، كان نتيجة، أم عقوبة من الله؟ وهل الله أصلًا يُعَاقِب الأشرار؟ وهل خَلَقَ الجحيم، وجهنم؟ أم هي مجرد حالة نفسية نتيجة الانفصال عن الله وعن مجده؟
لو لم يخطئ آدم، هل كان سَيَتَجَسَّد الابن الوحيد؟
هل مِن الخطأ أن نقول (مات المسيح عنا) ونستخدم بدلًا منها (مات لأجلنا)؟ وما الفرق؟ وهل فعلًا فكرة أن المسيح مات عنا، وبدلًا عنا، وَعِوَضًا عنا، هي فكرة غربية، لا يقبلها آباء الشرق؟ وأن البَدَلِيَّة العِقَابيَّة هي آخر معاقل الآريوسية، والنسطورية، كما يقولون؟
وبالتالي ما معنى الفادي؟ والفدية؟ والثمن الذي دُفِع في شرائنا؟ ولمن دُفِع هذا الثمن؟ وما هو الديْن الذي كان علينا؟ وكيف سَدَّدَهُ الرب يسوع بصليبه؟ وما معنى "ٱلَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلهِ". (عب 9: 14).
هل فعلًا تَبَنَّى الغرب النظرية القضائية في شرح تدبير الخلاص؟ ولم يقبلها آباء الشرق؟ هل لم تَرِد كلمة العدل في كِتَابات الآباء الشرقيين على الإطلاق كما يَدَّعون؟ هل خَلَت كِتابات آباء الغرب من شرح البُعْد الشِّفَائي لصليب المسيح وخلاصه الثمين؟
هل كل البشر صُلِبُوا مع المسيح في الجلجثة؟ وما المقصود بـ(موت الجميع قد تم في جسد الرب)[7] وما معنى "«قَدْ دُسْتُ ٱلْمِعْصَرَةَ وَحْدِي، وَمِنَ ٱلشُّعُوبِ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ." (إش 63: 3).
وهل كل البشر قاموا معه؟ وصعدوا معه وجلسوا معه عن يمين الآب؟ بما فيهم غير المؤمنين، والملحدين، والأشرار؟ هل كلنا صعدنا معه، أم أنه أَصْعَد باكورتنا إلى السماء؟
ماذا يقصد الآباء بتركيزهم على تعبير (جسده الخاص، وهيكله الخاص، وأداته)؟
ما معنى وِحْدَتنا في المسيح؟ هل أن نصير الله؟ أم آلهة مثله تمامًا؟ أم متألهين؟ أم ماذا؟
ماذا يُقْصَد بتجميع الكل في المسيح؟
ما قيمة ذبائح العهد القديم؟ وهل لها صِلَة ما بذبيحة السيد المسيح على الصليب؟
ما معنى "وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لَا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!" (عب 9: 22)؟ ولماذا سفك الدم؟ ولماذا الموت أصلًا كوسيلة للغفران؟
هذه التساؤلات، وغيرها، يجيب عنها المتأثرون باللاهوت الحديث (نيوباتريستك neo-patristic، واللاهوت الليبرالي Liberal Theology، وغيرهما)، بطريقة غير التي يجيب بها المتمسكون بالتفسير التقليدي المخزون في ضمير الكنيسة. والمشكلة الأصعب هي تَبَنِّي أصحاب الأفكار الجديدة، حملة تشكيك في ثبات الكنيسة، وأمانتها للمسيح، والإنجيل، والإيمان الأرثوذكسي السليم. ولذلك اجتهدت -بنعمة ربنا يسوع المسيح- بقدر الإمكان في هذا البحث أن أورِد نصوص الكتاب المقدس، وتفاسير الآباء، ونصوص الليتورجيا، بكل حياد؛ لِنَتَعَرَّف سويًّا على الإيمان المستقيم من جهة بعض هذه التساؤلات، المُرْتَبِطَة بشرح تدبير الخلاص. والهدف الحالي من هذا البحث هو بُرْهَان حقيقة تَعَدُّد أوجه شرح التدبير الخلاصي، في اتجاهات متكاملة، وليست مُتعارضة أو مُتصادمة، وأقصد على وجه التحديد: البُعد الشفائي الكياني، مع البُعد القضائي العقابي.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
_____
[7] القديس أثناسيوس الرسولي. "تجسد الكلمة" (20/ 5). ترجمة د. جوزيف موريس فلتس. المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية. الطبعة التاسعة 2015، ص62.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-raphael/economy-of-salvation/did-church-preserve-teachings.html
تقصير الرابط:
tak.la/9jtv8rb