St-Takla.org  >   books  >   anba-raphael  >   all-may-be-one
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب ليكون الجميع واحدًا - الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة

8- العهد القديم يُمهِّد للتجسد الإلهي

 

ثالثًا: العهد القديم يُمهِّد للتجسد الإلهي:

 لم يأتِ الله فجأة مُتجسدًا.. ليُعيد وحدة البشر ويخلِّصهم.. بل كانت هناك تمهيدات طويلة بطول التاريخ المقدس، تسبق وتُعِّد لله شعبًا مستعدًا.

 فهناك النبوات والإشارات والرموز، بل والأشخاص الذين كانت حياتهم وشخصياتهم ترمز بنوع ما إلى المخلِّص القدوس.. وعلى هامش هذه النبوات المسيانية.. كان الله يُمهِّد البشرية إلى أن تعود مرة أخرى إلى الوحدة معًا.

* فعندما انتشر الفساد والشر، أراد الله أن يُجدِّد الخليقة، ويغسلها من الخطية، فجلب على العالم الطوفان، فأهلك الجميع ما عدا عائلة واحدة اجتمعت معًا في الفلك، فنجت من الدمار.. وكأنها أول إشارة إلى أننا نخلُص بأن نكون معًا في حضن الفلك الحقيقي الذي هو الكنيسة.. وصار نوح آدم جديدًا، كمثلما صار السيد المسيح آدم الثاني.

 لقد كان العالم يموج – قبل الطوفان – بأنواع وفِرق من الناس، يتباينون في كل شيء، ولكنهم يشتركون جميعًا في شيء واحد هو إتقان الشر.. فاستحقوا العقوبة.

 وبعد الطوفان خرج من الفلك عائلة واحدة، لتبدأ بداية جديدة بالبر ومعرفة الله، وكأنها بداية جديدة لخليقة جديدة تحيا بالإيمان.. "بالإيمان نوح لمَّا أُوحيَ إليه عن أمورٍ لم تُرَ بعد خاف، فبنى فُلكًا لخلاصِ بيتهِ، فبه دَانَ العالم، وصار وارِثًا للبرِّ الذي حسب الإيمان" (عب11: 7).

 قيل عن هذا الطوفان.. "ولم يُشفق على العالم القديم، بل إنما حفظ نوحًا ثامنًا كارزًا للبرِّ، إذ جلبَ طوفانًا على عالم الفُجَّار" (2بط2: 5).

 لقد خلَّص الله العالم من الشر بغسله بالطوفان.. "إذ كان الفلك يُبنى، الذي فيه خَلَصَ قليلون، أي ثماني أنفُسٍ بالماءِ. الذي مِثالُه يُخلِّصنا نحن الآن، أي المعمودية" (1بط3: 20-21).. فصار الطوفان رمزًا للمعمودية التي تجمعنا معًا في المسيح.

 للأسف لم يستمر الوضع طويلًا، فالإنسان مائل إلى الشر منذ صباه.. لقد تكاثر البشر، وازداد عددهم، وبدأت تدخل فيهم مرة أخرى آفة الخطية والكبرياء.

* وتدخل الله مرة أخرى ليوقف تيار الخطية، وهذا حدث في قصة برج بابل.. لقد "كانت الأرض كلها لسانًا واحدًا ولغةً واحدةً" (تك11: 1)، ولكن تَكبُر الإنسان وتعاليه – حتى على الله – جلب عليه شرًا عظيمًا.. "لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض. ومن هناك بدَّدهم الرب على وجه كل الأرض" (تك11: 9)، واتضح هنا أثر الخطية، فهي تُبدِّد الناس، وتُشتتهم، وتُبلبل ألسنتهم حتى أنهم لا يستطيعون أن يتفاهموا معًا.. وتعثرت إمكانية عودة الوحدة إلى الناس بسبب الشر والخطية والكبرياء.. وصارت (بابل) هذه رمزًا للشر والكبرياء والحيدان عن الله، ورمزًا أيضًا للتناثر والتناحر وعدم الاتحاد.

* ولكن.. "الرب طويل الروح كثير الإحسان، يغفر الذنب والسيئة" (عد14: 18). لقد عاد بطول أناته يحاول مرة أخرى مع البشر، فانتخب لنفسه رجلًا عظيمًا عزله عن أهله وعشيرته ليجعل منه آدم جديدًا.. "وقال الرب لأبرام: اذهب من أرضكَ ومن عشيرتكَ ومن بيت أبيكَ إلى الأرض التي أُريكَ. فأجعَلَكَ أُمةً عظيمةً وأُباركَكَ وأُعظِّم اسمكَ، وتكون بركةً. وأُباركُ مُباركيكَ، ولاعِنَكَ ألعنُهُ. وتتباركُ فيكَ جميع قبائل الأرض" (تك12: 1-3).

 كان الهدف من دعوة أبينا إبراهيم.. أن يكون أبًا لشعب يجتمع معًا يُسمى شعب الله، تمهيدًا ونموذجًا لتأسيس كنيسة العهد الجديد بالمسيح (إبراهيم الحقيقي – وآدم الجديد).

 وظل الله يتعامل مع هذا الشعب المُختار بطول أناة وبأبوة حانية من جيل إلى جيل، يُعلِّمهم الحب والانتماء والوحدة، ويتعامل معهم كأنهم شخص واحد هو (إسرائيل).

 وكل هذا كان تمهيدًا لمجيء المخلِّص ربنا يسوع المسيح الذي هو وحده قادر أن يجمع خراف الله المتفرقة.. وهو وحده قادر أيضًا أن يوحِّد شعبه في جسد واحد هو جسده المقدس.

St-Takla.org Image: The Virgin Queen, with baby Jesus Christ - presented to His Holiness Pope Tawadrous II during His visit to Archangel Michael Church in Hadayek Ek-Qobba, Cairo, 2016 - painting, Coptic icon, used with permission - by Michael Magdy Badee صورة في موقع الأنبا تكلا: السيدة العذراء الملكة، مع الطفل يسوع - تم إهدائها لقداسة البابا تواضروس الثاني أثناء زيارته لكنيسة الملاك بدير الملاك البحري بحدائق القبة، 2016، أيقونة قبطية، موضوعة بإذن - رسم الفنان مايكل مجدي بديع

St-Takla.org Image: The Virgin Queen, with baby Jesus Christ - presented to His Holiness Pope Tawadrous II during His visit to Archangel Michael Church in Hadayek Ek-Qobba, Cairo, 2016 - painting, Coptic icon, used with permission - by Michael Magdy Badee

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيدة العذراء الملكة، مع الطفل يسوع - تم إهدائها لقداسة البابا تواضروس الثاني أثناء زيارته لكنيسة الملاك بدير الملاك البحري بحدائق القبة، 2016، أيقونة قبطية، موضوعة بإذن - رسم الفنان مايكل مجدي بديع

* عندما نزل يعقوب مع أبنائه إلى أرض مصر في وقت المجاعة أيام يوسف الصديق.. أراد الله أن يسكنوا في أرض خاصة بهم، ليجمعهم معًا، ولا يذوبوا في باقي شعب مصر أو يتشتتوا.. لكي يكونوا نواة لكنيسة واحدة مقدسة جامعة.. "فكلَّم فرعون يوسف قائلًا: أبوكَ وإخوتُكَ جاءوا إليكَ. أرضُ مصرَ قُدَّامكَ. في أفضلِ الأرضِ أَسكِن أباكَ وإخوتكَ، ليَسكُنوا في أرضِ جَاسَان" (تك47: 5-6).

 وفي وقت الضربات العشر عند خروج بني إسرائيل من مصر، كان الرب يُميِّز شعبه باعتبارهم الجماعة المقدسة..

+ "ولكن أُميِّز في ذلك اليومِ أرضَ جَاسَان حيث شعبي مُقيم حتى لا يكون هناك ذُبَّان. لكي تعلَمَ أني أنا الرب في الأرضِ. وأجعلُ فَرقًا بين شعبي وشعبِكَ. غدًا تكون هذه الآية" (خر8: 22-23).

+ "فماتت جميع مواشي المصريين. وأما مواشي بني إسرائيل فلم يَمُت منها واحد" (خر9: 6).

 وهكذا في باقي الضربات.. لكي يُعلِّمنا الرب أنه إن اجتمعنا معًا، وصارت لنا هوية الانتماء لله، وصرنا شعبه.. يحمينا من ضربات الشيطان ومن الشر.

* لقد خرج الشعب من مصر كرجل واحد.. "هكذا يقول الرب: إسرائيل ابني البكر. فقلت لكَ: أَطلِق ابني ليعبُدَني" (خر4: 22-23).. إنه إسرائيل المُعتَبر ابنًا لله بالتبني.. لقد ساروا في البرية وعبروا البحر، ودخلوا برية سيناء كرجل واحد، يسيرون بمشورة العلي وعجائبه.. "قُدام آبائهم صنع أُعجوبةً في أرض مصر، بلاد صُوعَن. شقَّ البحر فعبَّرهُم، ونَصَبَ المياهَ كنَدٍّ. وهَدَاهُم بالسحابِ نهارًا، والليلَ كُلَّه بنورِ نارٍ. شقَّ صُخورًا في البرية، وسقاهُم كأنه من لججٍ عظيمةٍ. أخرجَ مجاري من صخرةٍ، وأجرَى مياهًا كالأنهارِ" (مز78: 12-16).

 كانت مسيرة بني إسرائيل في برية سيناء إشارة إلى مسيرة الكنيسة المسيحية في برية الجهاد الروحي، وكان ما يُميِّز هذه الجماعة أنها شعب الله الواحد.

* وكانت أعظم وصية أُعطيت لشعب الله.. "اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد. فتُحب الرب إلهكَ من كل قلبكَ ومن كل نفسكَ ومن كل قوتكَ" (تث6: 4-5).

 طلب الرب منهم أن يحبوه.. "فالآن يا إسرائيل، ماذا يَطلبُ منكَ الرب إلهكَ إلا أن تتقي الرب إلهكَ لتسلُكَ في كل طُرقِهِ، وتُحبَّه، وتَعبُد الرب إلهكَ من كل قلبكَ ومن كل نفسكَ، وتحفظ وصايا الرب وفرائضه التي أنا أُوصيكَ بها اليوم لخيركَ" (تث10: 12-13). لقد كان يدربهم الرب في طريق الحب.

* ووضع لهم الله شريعة تُميِّزهم عن باقي الشعوب، وكذلك أعطاهم طريقة موحدة للعبادة، والاقتراب إليه، وحدَّد بتدقيق شديد طقس العبادة من ذبائح وأعياد وأصوام وملابس الكهنوت ونظام الصلاة، وحدَّد السبط المسئول عن قيادة العبادة، وحدَّد منهم الفرع الذي يكون منه الكهنة ورئيس الكهنة، وحدَّد مواصفات خيمة الاجتماع بكل تفاصيلها الدقيقة.

 كل هذا من أجل أن يقدموا عبادة موحَّدة تُعبِّر عن كيان هذه الأمة الواحدة.

 وتاريخيًا كان شعب الله يصل إلى قمة المجد حينما يلتزم بهذه العبادة، والروح الواحدة.. وعلى العكس كان يصل إلى قاع الحضيض والمهانة حينما يبتعد عن الله، وينصرف إلى عبادات غريبة، وتدب روح الأنانية والانقسام بين الناس، ولا يكونون بعد واحدًا بل كثيرين مشتتين ومتفرقين.

* وبقيادة يشوع بن نون.. استطاعوا أن يدخلوا الأرض ويرثوها، وتصير الأرض رمزًا لاجتماعهم ووحدتهم.. "كرمة من مصر نَقَلْتَ. طردتَ أُممًا وغرستها. هيأتَ قدامَها فأصَّلَت أُصولها فملأت الأرض. غطى الجبال ظلُّها، وأغصانها أرز الله. مدَّت قًضبانَها إلى البحر، وإلى النهر فروعها" (مز80: 8-11).

* وعندما خان عخان بن كرمي، وأخذ من الحرام صار السخط على كل الجماعة، فانهزموا أمام الأعداء.. ولم يرضَ عنهم الله، إلا بعدما عزلوا الخبيث من بينهم، ليُعلِّمهم أنهم جماعة واحدة، إذا أخطأ أحدهم أصاب الجماعة كلها بالشر، وإن تاب أحدهم أفاد الجماعة كلها.. "لا أعود أكون معكم إن لم تُبيدوا الحرام من وسطكُم" (يش7: 12). إنها جماعة واحدة مقدسة.. الله يتعامل معها كجماعة وليس كأفراد متناثرين.

* وتستمر القصة هكذا في عصر القضاة، ثم صموئيل النبي وعصور الملوك، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. كان الله يعينهم ويقويهم حينما كانوا يعيشون بالبر كأمة مقدسة، ويتخلى الله عنهم ويعاقبهم عندما يحِّل فيهم الفساد والشر وعبادة الأوثان.. حتى يرجعوا إليه كأمة مقدسة تائبة.

* وكانت العقوبة الكبرى التي أصابتهم في تاريخهم.. هي السبي إلى بابل، بسبب غضب الله على شعبه، لانتشار الشر في عصر يهوياقيم ملك يهوذا لأنه.. "عمل الشر في عيني الرب إلهه. عليه صعد نبوخذناصر ملك بابل وقيَّده بسلاسل نحاس ليذهب به إلى بابل" (2أخ36: 5-6).

 ولم يكن يهوياقيم الملك وحده بل قيل.. "حتى إن جميع رؤساء الكهنة والشعب أَكثروا الخيانة حسب كل رجاسَات الأمم، ونجَّسوا بيت الرب الذي قدَّسه في أورشليم. فأرسل الرب إله آبائهم إليهم عن يد رُسُله مُبكِّرًا ومُرسِلًا لأنه شفِقَ على شعبه وعلى مسكَنِه، فكانوا يَهزأون برُسُل الله، ورذَلوا كلامَهُ وتهاونوا بأنبيائه حتى ثار غضب الرب على شعبه حتى لم يكن شفاء. فأصعد عليهم ملك الكلدانيين فقتل مُختاريهم بالسيف في بيت مَقدسِهم. ولم يَشفِق على فتى أو عذراء، ولا على شيخٍ أو أشيبَ، بل دفع الجميع ليده. وجميع آنية بيت الله الكبيرة والصغيرة وخزائن بيت الرب وخزائن الملك ورؤسائه أتى بها جميعًا إلى بابل. وأَحرقوا بيت الله، وهدموا سور أورشليم وأَحرقوا جميع قُصورها بالنار، وأَهلكوا جميع آنيتها الثمينة. وسبى الذين بقوا من السيف إلى بابل، فكانوا له ولبنيه عبيدًا إلى أن مَلَكَت مملكة فارس" (2أخ36: 14-20).

* ويعود الله مرة أخرى، ويجمع شعبه، ليعودوا من السبي ويُعمِّروا أورشليم، والهيكل أيام عزرا ونحميا.. "لأن عزرا هيأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها، وليُعلِّم إسرائيل فريضةً وقضاءً" (عز7: 10).

 وكانت علامة عودة الله لشعبه أنهم اجتمعوا معًا للعبادة والتوبة.. "وفي اليوم الرابع والعشرين من هذا الشهر اجتمع بنو إسرائيل بالصوم، وعليهم مُسوح وتراب. وانفصل نسل إسرائيل من جميع بني الغرباء، ووقفوا واعترفوا بخطاياهم وذنوب آبائهم. وأقاموا في مكانهم وقرأوا في سفر شريعة الرب إلههم ربع النهار، وفي الربع الآخر كانوا يَحمدون ويَسجدون للرب إلههم" (نح9: 1-3).

* وكانت أثناء المحنة التي تُصيب شعب الله.. يُرسل إليهم أنبياءه القديسين ليدعوهم للتوبة والعودة إلى الله..

+ "اِسمعي أيتها السماوات وأَصغي أيتها الأرض، لأن الرب يتكلَّم: ربيتُ بنين ونَشَّأتُهم، أما هم فعَصَوا عليَّ. الثَّور يعرف قانِيَهُ والحمار مِعلَفَ صاحِبِه، أما إسرائيل فلا يعرف. شعبي لا يَفهمُ" (إش1: 2-3).

+ "يا بيت يعقوب، هلمَّ فنسلُكُ في نور الرب" (إش2: 5).

 كان محور عظات الأنبياء للشعب.. أن يعودوا معًا للرب كشعب مُتحد ومقدس ومكرس لله، وكانوا يشجعونهم بوعود من الرب..

+ "هوذا السيد الرب بقوةٍ يأتي وذراعُهُ تحكُم له. هوذا أُجرتُهُ معه وعُملَتُهُ قدَّامَهُ. كراعٍ يرعى قطيعَهُ. بذراعِهِ يجمع الحُملانَ، وفي حِضنِهِ يحمِلُها، ويقود المرضعات" (إش40: 10-11).

+ "ومفديُّو الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون بترنمٍ، وفرح أبدي على رؤوسهم. ابتهاج وفرح يُدركانِهِم. ويهرب الحزن والتنهُّد" (إش35: 10).

+ "وأما أنتَ يا إسرائيل عبدي، يا يعقوب الذي اخترتُهُ، نسل إبراهيم خليلي، الذي أمسكتُهُ من أطرافِ الأرضِ، ومن أقطارها دَعوتُهُ، وقلت لكَ: أنت عبدي. اخترتُكَ ولم أرفُضكَ. لا تخف لأني معكَ. لا تتلفَّت لأني إلهُكَ. قد أيَّدتُكَ وأعنتُكَ وعضدتُكَ بيمين برِّي" (إش41: 8-10).

 وكان منهج حديث الله إلى شعبه هو دعوتهم للعودة إليه، كمثل زوجة تركت رجلها، وهو يتودد إليها لتعود إليه..

+ "هكذا قال الرب: قد ذكرتُ لكِ غيرةَ صباكِ، محبةَ خِطبتِكِ، ذهابَكِ ورائي في البرية في أرض غير مزروعة" (إر2: 2).

+ "لأنه هكذا قال السيد الرب: هأنذا أسألُ عن غنمي وأفتقِدُها. كما يفتقد الراعي قطيعَهُ يوم يكون في وسط غنمِهِ المُشتَّتة، هكذا أفتقد غنمي وأُخلِّصها من جميع الأماكن التي تشتَّتت إليها في يوم الغيمِ والضبابِ" (حز34: 11-12).

 كل هذا كان مجرد تمهيد لما سيحدث بمجيء المسيا.. حمل الله.. الذي يجمع شعب الله المتفرِّق، ويجعلهم شعبًا مجتمعًا، بل وجسدًا واحدًا كإرادته المقدسة الطوباوية أن "يكون الجميع واحدًا".. وهنا تحققت نبوة إشعياء النبي عن ميلاد جديد لشعب جديد.. "مَنْ سمع مثل هذا؟ مَنْ رأى مثل هذه؟ هل تمخض بلاد في يومٍ واحدٍ، أو تولد أُمَّة دفعة واحدة؟ فقد مَخضَت صهيون، بل ولَدَت بَنيها!" (إش66: 8).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الخلاصة:

 بعد سقوط آدم وحواء، انعدمت روح المحبة والوحدة في الجنس البشري، وكان الله يُخطط لإعادة هذه الروح بتجسده الطاهر، وقد أعدَّ لهذا التجسد خلال التاريخ المقدس بالآباء والأنبياء.

 وكان الله أيضًا يُعد شعبه للوصول إلى قمة الحب والاتحاد، وذلك بطريقة متدرجة خلال أحداث العهد القديم وأشخاصه.. نوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم يشوع، ثم الملوك والأنبياء.

 كان هدف الله أن يكون الجميع واحدًا.. ولكن لم يكن هذا الهدف سهل التحقيق قبل تجسد ابن الله.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-raphael/all-may-be-one/paving.html

تقصير الرابط:
tak.la/ysjfvm6