لما تولى البابا متاؤس الأول على الكرسي الرسولي لم يغير شيئا من نظام طريقته التي كان يسلكها قبل البطريركية بل حافظ على نسكه وتواضعه في أيام بطريركيته. فإنه منذ أن اعتلى الكرسي قام بتنصيب جرس من نحاس في القلاية البطريركية بحارة زويلة وصار كل من يسمع دقات الجرس ينهض لتأدية فروض الصلاة في أوقاتها وممارسة الصوم في كل يوم إلى الساعة التاسعة. وكان مع حرصه على الصلوات والسهر لا يغفل عن راحة المساكين وإعانة المحتاجين فإنه إذا نصب كرسي الحكم وجلس للفصل في القضايا وينظر في حال ذلك المسكين أو الجائع لأنه أفضل في نظره من مجالس الحكم لأن هذا البابا القديس ما كان له من الاهتمام بالحكم مثل التفاته للمساكين ومنح الصدقة وعمل الرحمة وكان من شدة اهتمامه بالصدقة والرحمة أنه في اليوم الذي لا يطرق بابه مسكين أو بائس كان يقوم بنفسه ويطوف على بيوت الأرامل والمساكين والبؤساء ويفتقدهم حتى الذين في السجون فكان يزورهم ويتعهد كل واحد منهم.
ولم ينس هذا البابا الرحوم أديرة الراهبات والرهبان بل كان يهتم بأمرهم أكثر من كل شيء فكان يطوف على الأديرة وينظر في حالهم ولما عبر مرة على أديرة الراهبات ووجد راهبة عجوز مسكينة جلست وقت الساعة التاسعة تأكل خبزا وملحا فقط فتألم من ذلك كثيرا وحزن قلبه على الراهبات حتى صار لا يغفل عن افتقادهن وصار يرسل إليهن في كل شهر القمح والحبوب والزيت وغير ذلك من يوم بطريركيته إلى يوم انتقاله.
وكذلك لم يترك الذين في الأديرة والجبال بلا عائل بل كان يرسل لهم أيضا جميع ما يحتاجون إليه.
كما كان يفتقد الذين في الضوائق والشدائد من جميع الطوائف فكان يتلقى عنهم تلك الشدة وكان يعمل لخلاص الذين في السجون فكان يطرح ذاته على أبواب الأمراء والحكام ويبذل لهم الأموال الكثيرة حتى يخلص نفس كل إنسان من تلك الشدائد وكان يطلب العوض في ذلك من رب الإحسان والرحمة المسيح إلهنا الذي كان يرسل له العوض أضعافا وكان كلما ازداد في صنع الخير والرحمة تزايدت إله العطايا من ذهب وفضة وكان يصرفه أولا بأول على المساكين دون أن يدخر له شيئا منها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-metaos/pope-mattheos/services.html
تقصير الرابط:
tak.la/7sa2d5g