لقد قام تلاميذه بإحصاء ما تخلف عن البابا غبريال الرابع سلف البابا متاؤس الأول فوجدوا أنها تزيد عن مائة ألف درهم وزعها جميعها صدقة منه على المساكين والفقراء والمحتاجين.
وأما رأوا أن كل ما كان تحت يده وجميع ما يحمل إليه يقوم بصرفه وتوزيعه أولا بأول على المساكين قاموا على هذا البابا الرحوم وخاصموه وأشاروا عليه أن يبقى شيئًا يدخره تحت يده لطارئ يطرأ عليه أو عارض غير منتظر. ولما اشتدوا عليه بإلحاحهم حفر في الأرض حفرة ووضع فيها ستمائة دينار. وبعد ذلك فكر البابا متاؤس في نفسه وقال: "يا متى أن الرب يقول في الإنجيل المقدس لا تكنزوا لكم كنوزا في الأرض حيث السوس يفسدها والسارقون يحتالون فيسرقون وأنت حبست ذلك عن المساكين وخزنته في الأرض وخالفت قول الإنجيل أو ما تعلم أن الله يعوض بدل ما تعطيه للمساكين أضعافا" وندم على ما فعل وبكى ثم قام لساعته ليخرج تلك الستمائة دينار التي خبأها. وإذا في أثناء الحفر يجد ستمائة دينار أخرى كانت مخبأة كشفها له الرب من أجل رحمة المساكين. فلما نظر ذلك تعجب وصار يبكت تلاميذه على قساوة قلوبهم وعدم ثقتهم برحمة الرحمن الإله القدير قائلًا: "أنظروا يا أولادي إذا كان هذا صنيع الرب مع من يرحم ويعطى المساكين فكيف تمنعوني أنا الحقير أن لا أعطى لأولئك المساكين" ثم أخذ للوقت الألف ومائتيّ دينار وأشار على تلاميذه أن يشتروا بها غلال وقام بتوزيعها على الأديرة والمحتاجين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-metaos/pope-mattheos/god.html
تقصير الرابط:
tak.la/25399jj