St-Takla.org  >   books  >   anba-macarious  >   thankfulness
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب فضيلة الشكر - الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا

6- لأنه سترنا

 

St-Takla.org Image: Coptic young woman with birds, happy, thankful صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة قبطية شابة مع طيور، فرحة، الفرح، الشكر، شاكرة

St-Takla.org Image: Coptic young woman with birds, happy, thankful

صورة في موقع الأنبا تكلا: امرأة قبطية شابة مع طيور، فرحة، الفرح، الشكر، شاكرة

 الله يعرف جيدًا ما صدر عنا.. فهو لا يخفى عليه شيء "طرقهم أمامه في كل حين، فهي لا تخفى عن عينيه" (سيراخ13:17)

 ولكن الله يهتم بأن تكون صورتنا قدام الناس حسنة وجيدة، فُيظهر فقط فضائِلنا بينما يُخفى ضعفاتنا. يستر علينا بمعنى أنه يجعل ستارًا فيما بين الناس وبين خطايانا وتجاوزاتنا، حتى لا يحتقرنا الآخرين، إذ قد يتسبب ذلك في أن نيأس.. وقد يدفعنا اليأس إلى مزيد من الخطايا.

 ومن المؤسف أن الإنسان كثيرًا ما يستغلّ ستر الله ولطفه معه ودفاعه عنه فيتكبر ويتشامخ قلبه ويدين الآخرين على بعض ما يظهر عليهم من ضعفات (ينسى الخشبة التي في عينيه وينتقد القذى في عيون الآخرين).

 لذلك فإن الله قد يستخدم الملاطفة أو التشهير، التلميح أو التجريح، ولكن التشهير والتجريح بعدما يتمادَى الإنسان في غيّه ويحتاج من ثمّ إلى عتاب من الله ليخلص، البعض يأتي بالتلميح والملاطفة والبعض الأخر يتمادَى فيناسبه العقاب وهكذا.. لذلك فمن الأهمية بمكان أن تكون هناك وقفات (غربلة) مع النفس في كل يوم، وعلى الإنسان اليقظ أن يقول لنفسه: "إن كان ذلك التصرف الذي صدر عني اليوم، ولم يعاتبني عليه الله كما لم يلحظه الناس أيضا، إلاّ أنني لن أمرّره وأتسامح فيه مع نفسي"، يقول الآباء "إن ذكرنا خطايانا ينساها لنا الله وإن نسيناها يذكرها لنا".

 ومن المُلاحظ بهذا الصدد أننا كثيرا ما نُعاقَب أو يأتي علينا ظلم أو ضيق فنتذمر، ولكن الأحرى بنا أن نعود بالملامة على أنفسنا قائلين: نحن بعدل جوزينا "أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا" (لو41:23) لأننا كثيرًا ما أخطأنا في الماضي ولم نُعاقب ولم يستوقفنا الله أو الآخرين، فهذا حق وعدل.

 إن ستر الله علينا أيضًا يشبه عين الإنسان والتي يتغنَّى الناس بجمالها، من جهة لونها أو اتساعها أو فتحتها، ومن العين أيضا يمكن اكتشاف الشخصية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. هذه العين، لو أُتيحت لك رؤيتها من الداخل، ستجدها كرة بيضاء تميل إلى الزرقة ومليئة بالشعيرات الدموية الدقيقة، لا جمال فيها ولا تختلف عن بقية أعين الآخرين، ولكن هذا من الداخل يخفيه الله ليظهر ما هو جميل وبهيج من الخارج فقط.. ولكن ما رأيك في عين جميلة ولكنها لا تبصر؟.. وجسم سليم من الخارج بينما تنتشر فيه الأورام من الداخل..


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-macarious/thankfulness/shield.html

تقصير الرابط:
tak.la/43rchza