في ذلك اليوم لا يقدر إنسانًا أن
يشفع في آخر، أو يهبه بعضًا من بره أو نصيبًا في الملكوت، لأنه
مكتوب أنه يجازي كل واحد حسب أعماله (حسبما يكون عمله) هكذا تهتف
الكنيسة في
القداس الإلهي مستنجدة برحمة الله من سوء الأعمال
وفقرها: "كرحمتك يا رب وليس كخطايانا". إن ذلك يشبه أحد طلبة الثانوية
العامة والذي حصل على مجموع 95%، غير أن صديقًا أو قريبًا له لم
يحصل في نفس العام إلا على 75% فقط، فدفعته حينئذ الشهامة ليصحبه
إلى مكتب التنسيق وليطلب من القائمين هناك تحويل عشر درجات من
نصيبه إلى نصيب قريبه ليتسنى لهما الالتحاق بكلية واحدة، ولكن
الموظف يستنكر ذلك بشدة، فيتعجب الطالب المتفوق كيف ينكرون عليه
ذلك وهو صاحب المجموع، فيجيبه نعم أنه مجموعك ولك حرية التصرف فيه،
قد يمكنك الالتحاق بكلية أقل ولكنه هيهات أن تضيف شيئًا إلى طالب
آخر!!. وسئل القديس باسيليوس ذات مرة عما
إذا طلبت أم من الله في الحياة الآتية أن يدعها مع ابنتها أو يجعل
ابنتها معها، ولنفترض أن الأم ماضية إلى المجد بينما ابنتها إلى
العذاب وهما اللتان لم تعتادا الفراق حينما كانتا في الأرض، وقد
يرفض الطلب فتعود الأم لتقترح أن تذهب هي إلى العذاب مع أبنتها
فيرفض الطلب أيضًا، ويتحتم على كل منهما البقاء في الموضع الذي
ستُكافأ فيه أو تُجازي. أجاب القديس بأنه لا وجود هناك
للعواطف البشرية كما عرفناها وعشناها، ولا يوجد هناك زوج وزوجة أو
أب وأبنه أو أخ وأخته... إلخ.، وإنما هناك سيكون الإنسان فحسب،
مجردًا من كافة الفروق النوعية، إلى هذا أشار
السيد المسيح في رده
على الصدوقيين عمن ستكون له زوجة، تلك التي تزوجت بسبعة أشقاء ولم
تنجب منهم، قائلًا: "لأَنَّهُمْ فِي الْقِيَامَةِ لاَ يُزَوِّجُونَ
وَلاَ يَتَزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةِ اللهِ فِي
السَّمَاءِ" (مت 22: 30).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-macarious/eternal-life/own.html
تقصير الرابط:
tak.la/gakqt4j