لعل أكثر ما سوف يميَز يوم الدينونة
هو أنه سيكون يوم
مفاجآت، إذ يُفاجأ الحشد الضخم بكثير من العظماء وأصحاب الأسماء
والنفوذ والسلطان في شتي المجالات، يتهاوون في لحظة بينما يرتفع
المتضعون من المنبوذين والمرذولين والمحتقرين والمهَمشين والذين في
الظل، وسيتضح كيف أن الكثيرين قد نالوا أجرهم واستوفوا خيراتهم وهم
ما يزالون في العالم، وأن الوقت قد حان لإكرام أولئك الذين عاشوا
مظلومين وماتوا مظلومين ولم يسمع لهم أحد "وَلكِنْ كَثِيرُونَ
أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ، وَآخِرُونَ أَوَّلِينَ" (مت 19:
30). إن الفجوة ما بين الغني ولعازر ما تزال موجودة حتى بعد الموت
كما كانت في هذه الحياة ولكن الفرق هو أنه لا يمكن الآن تخطيها بأي
حال، بل إن الذي كان بالأمس محتقرًا مرذولًا ومتروكًا، آن له أن
يجلس في رأس الوليمة (حضن إبراهيم)
(1).
_____
(1)
كانت المتكآت في الولائم في أيام السيد المسيح عبارة عن أرائك منخفضة تأخذ شكل حرف U
وكان المتكئ يمد رجليه بعيدًا، فإذا كان ضيف الشرف أو كبير العائلة
متكئًا في رأس المائدة فالذي يجلس متكئًا إلى جواره مباشرة يمد
رجليه بعيد في الاتجاه الآخر بينما رأسه تلامس صدر أو حضن السيد،
هذا يفسر لنا كيف اتكأ يوحنا الحبيب برأسه على صدر
المسيح طوال
العشاء، وهكذا كان لعازر في حضن إبراهيم كما ورد في مثل الغني (متى
13).
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-macarious/eternal-life/judgement.html
تقصير الرابط:
tak.la/3vgvya8