هنا ونحن على الأرض ما تزال الفرصة
متاحة لمراجعة النفس والتراجع عن الطريق الشريرة، هنا توبة
وغفران... هنا تسامح من قبل الله وطول أناة، ولكن هناك في المقابل
ليس رحمة لمن لم يستعمل الرحمة، فإنه ليس في الموت من يذكر ولا في
الجحيم من يشكر وهكذا وما دمنا أحياء فالفرصة ما تزال متاحة، والذي
يستطيع الإنسان تحقيقه اليوم قد يكون من الصعب عليه تحقيقه في
الغد، فاليوم أنسب وهذه الظروف هي أنسب الظروف، كما أن الناس عند
الموت يؤخذون -عادة- عُنوة: بمعنى أن كل إنسان كان يتوقع عمرًا
أطول وفرصًا أكثر، حتى بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض ميئوس
من شفائها، وفي المقابل فإن الذين عرفوا موعد نياحتهم مسبقًا، حتى
هؤلاء لم يكونوا في الواقع في احتياج لمعرفته! لقد كانوا قديسين
ومستعدين، ولكن ولربما عرفوا ذلك حتى يفرحون أو يوصون أولادهم. هذا وقد ورثت
البشرية عن آدم الموت الجسداني -حتى بعد الفداء- ليظل ذلك مرتبطًا بالطبيعة الجسدية لنا،
وحتى يكون الموت بمثابة نقطة الانطلاق للحياة الأبدية وليكون مثل
الجسر الذي يربط بين الحياتين. يشير إلى ذلك
معلمنا بولس الرسول
قائلًا "وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ
بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ" (عب 9: 27). وفي مثل العذارى نلاحظ أن جميعهن:
حكيمات وجاهلات، قد ذقن الموت الطبيعي، وقد عُبر عن ذلك بالقول
"وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ"
(مت 25: 5) وبالتالي فإن الصراخ المعلن بمجيء العريس: أن هو إلا
مجيء
المسيح وإعلان الدينونة، حيث يتوجب على الجميع القيام
لملاقاته وتقديم حساب الوكالة "أَيُّ إِنْسَانٍ يَحْيَا وَلاَ
يَرَى الْمَوْتَ؟"
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-macarious/eternal-life/death.html
تقصير الرابط:
tak.la/zammyb6