10- هل هُناك مِن حَسَد أو غيرة؟

إن ميل أو هوي مصل الحسد أو الغيرة أو الحقد، لن يكون لها وجود في الحياة الأبدية، إذ أن مثل هذه الصفات مرتبطة بحياة الإنسان هنا، أما الطبيعة فستكون ملائكية، وكأنما كل شخص يمتلك إناءً تتفق سعته مع القامة الروحية له، وعلى الرغم من أن هناك فرقًا بين إناء وآخر من حيث السعة، إلا أن جميع الأواني ستكون ممتلئة، أي أن كل إنسان سيكون مكتفيًا، ومن هنا فقد لا تكون المقارنة ملَحة. ولنتخيل أب يجلس مع طفله إلى المائدة، فبينما يكف الطفل عن الطعام بعد دقائق معدودة يكون الأب ما يزال يلتهم كميات منه قبل أن يكُفَ، تُرَى هل يمكن لذلك الصغير أن يحقد على أبيه أو يحسده بسبب شهيته أو قدرته على الإتيان على الطعام! كلا... لقد أخذ هو كفايته، وحسبه ذلك من المائدة. فهو لن يشعر بالعوز، ولن يرى أحدًا أعلى منه أو أدنى منه، فإن المسيح يصير كفاية لكل منهم.