نأتي إلى النقطة الثالثة وهي:
3- اللغة القبطية معين في فهم الليتورجية:-
الليتورجيات في الكنيسة ليست القداس فقط ولكنها الصلوات بصفة عامة. وتجدها من الإبداع مثل سيمفونية.. بل أكثر من سيمفونية.
اندماج اللحن مع اللغة مع الأداء الطقسي مع المعنى العميق لكل كلمة مع المكان الذي يؤدي فيه الطقس نفسه..
فالبصخة نعملها في آخر الكنيسة، والقنديل نعمله في أول الكنيسة في الخورس، والذبيحة طبعًا تبقى على المذبح. كل حاجة لها المكان الخاص بها. ولها الرتم rhythm المميز لها.
أول القداس غير في وسط القداس غير في آخر القداس موسيقى.. وليس مجرد موسيقى إنما تجد كل هذا ممزوج مع بعضه بطريقة يعجز عليها الإنسان البشري... فبالضرورة يكون هذا من عمل الله.. عُمل بالروح القدس. أي أن الروح القدس هو الذي عمل في الكنيسة وعمل في الآباء وأنتج لنا هذا الدسم المشبع الذي يصل إلى درجة الإعجاز. كما كان الدكتور راغب مفتاح يصف الألحان القبطية في مرة من المرات ويقول: إنها من البساطة ومن الإعجاز. فهي بسيطة جدًا ولكن تصل في بساطتها إلى درجة الإعجاز.
إلى جانب هذا نجد أن التسبحة تقدم لنا تفسير للكتاب المقدس فمثلًا في ثيؤطوكية يوم الخميس القطعة الخامسة الربع السادس يقول:
قدموا له لبانًا كإله وذهبًا كملك ومرًا علامة على موته المحيي. |
Au`ini naf `noulibanoc hwc nou] > nem ounoub hwc ouro > nem ousal eu]myini > `epefjinmou `nreftanqo. |
(Au`ini naf) المقصود بهم المجوس، (Au`ini naf) (قدموا له)، (`noulibanoc) قدموا له (لبان)، hwc Nou].. (hwc Nou]) يعني (بصفته إلهًا).. تترجم كإله والمقصود بصفتهِ إلهًا، هو الله فقدموا له اللبان لأنه هو الله، (nem ounoub)(والذهب)، (hwc Ouro) (بصفتهِ ملكًا أو كملكٍ)، (nem ousal) (ومُر)، (eu]myini `epefjinmou `nreftanqo) (علامة على موته المحيي).
القطعة الأخيرة في ثيؤطوكية الخميس تجد بها:
رأيت آية ظهرت في السماء، إذ بامرأة متسربلة بالشمس، والقمر أيضًا، تحت رجليها. |
Ainau `eoumyini afouonhf qen `tve > ic ou`chimi ecjole `m`vry > `n;oc on `ere piioh > capecyt `nnec[alauj. |
واثنا عشر كوكبًا، تكلل رأسها، وهي حُبلى تتمخض، صارخة لتلد. |
`ere ouon myt `cnau `nciou > oi `,lom `ejen tec`ave > ec`mboki ec]nakhi > ecws `ebol ecnamici. |
واثنا عشر كوكبًا، تكلل رأسها، وهي حُبلى تتمخض، صارخة لتلد. | `ete ;ai te Mari`a > ]ve `mberi ethijen pikahi > |
هي مريم، السماء الجديدة التي على الأرض، المُشرق لنا منها، شمس البر. | `eta piry `nte ]me;myi > sai nan `ebol`nqytc. |
لأن الشمس المتسربلة بها، هي ربنا يسوع المسيح، والقمر الذي تحت رجليها، هو يوحنا المعمدان. | Piry gar etecjolh `mmof > pe Pen[oic Iycouc Pi`,rictocc > ouoh piioh et qa nec[alauj > pe Iwannyc pireftwmc. |
والاثنا عشر كوكبًا، المكللة رأسها، هي الاثنا عشر رسولًا، يحيطون بها ويكرمونها. |
Pimyt `cnau gar `nciou > etoi `n`,lom `ejen tec`ave > Pe pimyt `cnau `n`apoctoloc > eukw] `eroc eu]tai`o nac. |
فلهذا يا جميع الشعوب، نمجد العذراء، لأنها ولدت لنا الله، وبتوليتها مختومة |
E;be vai nilaoc throu > maren]`wou `n]par;enoc > je acmici nan `m`vnou] > ectob `nje tecpar;eni`a. |
ويعتبر هذا تفسير آبائي لما جاء في سفر الرؤيا الإصحاح الثاني عشر.
(Ainau `eoumyini afouonhf qen `tve) (رأيت آية ظهرت في السماء)، (ic ou`chimi ecjolh `m`vry) (امرأة متسربلة بالشمس)، (`n;oc on `ere piioh) (وهي أيضًا.. القمر)، (capecyt `nnec[alauj) (تحت رجليها)، (`ere ouon myt `cnau `ncou) (يوجد 12 كوكب)، (oi `,lom) موجودين كإكليل (تكلل)، (`ejen tec`ave) على رأسها (تكلل رأسها)، (ec`mboki ec]nakhi) (حبلى وتتمخض)، (ecws `ebol ecnamici)ecws `ebol ecnamici (وتصرخ لتلد)..
بعد ذلك يفسر هذا الكلام ويقول (`ete ;ai te Mari`a) (هذه هي العذراء مريم)، (]ve `mberi) (السماء الجديدة)، (ethijen pikahi) (التي على الأرض) السماء الجديدة التي على الأرض، (`eta piry `nte ]me;myi) (التي شمس البر)، (sai nan `ebol`nqytc) (أشرق لنا منها).
وبعد ذلك يقول (Piry gar etecjolh `mmof) (الشمس التي هي متسربلة بها)، (pe Pen=o=c I=,=c) (هي ربنا يسوع المسيح)، (ouoh piioh et qa nec[alauj) (والقمر الذي تحت رجليها)، (pe Iwannyc pireftwmc) (هو يوحنا المعمدان)، (pimyt `cnau gar `nciou) (والـ 12 كوكب)، (etoi `n`,lom `ejen tec`ave) (الذين يكللون رأسها).
(pe pimyt `cnau `n`apoctoloc eukw] `eroc eu]tai`o nac)
هم الاثنى عشر رسولًا محيطين بها يمجدونها. فهنا يقدم لنا تفسير غير محتاج لأي نوع من الاجتهاد فهذا هو التفسير الآبائي. والإنسان المعتاد على التسبحة "يشبع من التسبحة" سوف يجد نفسه قد حفظ هذه التفاسير ورسخت عنده هذه المعاني بدون مجهود بدون تعب ويقبلها وتدخل في القلب وتدخل في الإيمان بقوة.
مثل آخر في ثيؤطوكية يوم الإثنين القطعة التاسعة من الربع الثالث إلى الخامس يقول:
الروح القدس أيقظ داود قائلًا: قم رتل، لأن النور قد أشرق. فقام داود، المرتل القديس، وأخذ قيثارته الروحية. ومضى إلى البيعة، بيت الملائكة فسبح ورتل، للثالوث القدوس. |
` A Pi=p=n=a =e=;=u > nehci qen dauid > je twnk `ari'alin > je `a piouwini sai. Aftwnf `nje Dauid > pihumnodoc =e=;=u > af[i `ntefku;ara > `m `pneuma tikon. Afhwl `e]ek`klyci`a > `pyi `nte niaggeloc > afhwc aferhumnoc > `e] `triac =e=;=u. |
(a Pi=p=na =e=;=u) (الروح القدس)، (nehci qen dauid) (استيقظ في داود)، الروح القدس استيقظ في داود، (je twnk `ari'alin) (قم سبح ورتل)، (je `a piouwini sai) (لأن النور أشرق)، (Aftwnf `nje dauid) (فقام داود)، (pihumnodoc =e=;=u) (المرتل القديس)، (af[i `ntefku;ara) (أخذ قيثارته)، (`m`pneuma tikon) (الروحانية).
هنا في القبطي يقول. Afhwl `e]ek`klycia وهي مترجمة في العربي (ومضى إلى البيعة) .. لكن hwl ماذا تعني بالضبط؟ (hwl) تعني (طار).. طار على الكنيسة طيران.. فرق كبير بين إني أقول مضى إلى البيعة وإني أقول طار على الكنيسة طيران.. ولكن ليس من المعقول أن تترجم طار على الكنيسة طيران، فمن يدرس ويحب القبطي تدخل معاني الكلمات إلى أعماقه فيعرف معنى وقوة التسابيح وبذلك يكون فرحًا بها. (لأن الدقة في التعبير ترتفع فوق مستوى الترجمة).
الكلمات القبطية لها معنى أقوى من معنى الترجمة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. بل أحيانًا يدخل الإنسان في حيرة أثناء الترجمة.. فمثلًا كلمة Pekmonogenyc .. Pekmonogenyc `nsyri
`nsyri كيف تترجم؟ (Pek) تعني (ما يخصك your)، (monogenyc) يعني (وحيد الجنس)، (`nsyri) (الابن).. ويمكن أن تترجم إلى ابنك وحيد الجنس؟.. ولكن "Pekmonogenyc `nsyri" في القبطي لها معنى يشعر به من درس قبطي.
+ هناك نقطة أخرى أحيانًا يستطيع الشخص الذي يعرف قبطي أن يصحح الأخطاء المطبعية الموجودة في الكتب الكنسية:
أحيانًا نجد أشياء للأسف لا نعرف كيف وقع هذا الخطأ. ممكن واحد ترجم بهذه الطريقة: قد تكون الكلمة ممسوحة أو شيء من هذا القبيل.. فيترجم كيفما اتفق فإن كانت الكلمة ممسوحة مثلًا وأراد يترجمها على قدر ما استطاع، فمثلًا في أبصالية آدام على الهوس الثالث في الصوم الكبير يقول:
Ia nalele,ymi qen `vneh `nnitwbh nem nicwnt `nte `vrimi `n`hryi qen p`ejwrh..
فهنا لما حاول يترجم ia nalele,ymi ويقسمها ظن أن <ymi تعني مصر. وفعلًا <ymi تعني مصر هذا صحيح، وظن lele يعني يلمع ويتلألأ وهي كذلك فترجم شيء بعيد جدًا عن المعنى قال: تلمع مصر بدهن الصنوبر..!! فهي معنى مختلف تمامًا ولكن في القبطي: ia من (iwi) بمعنى (يغسل)، (lele,ymi) هذه كلمة واحدة تعني (جراح)، nalele,hmi تعني جراحاتي، فتكون ترجمتها ia nalele,ymi بمعنى اغسل جراحاتي.
(qen `vneh ennitwbh) : (neh) يعني (زيت) (بدسم)، (twbh).. `nnitwbh يعني (صلاة أو طلبة)، فيكون المعنى بدسم الصلوات والطلبات.. المعنى اختلف تمامًا "اغسل جراحاتي بدهن ودسم الصلوات والطلبات"..
لكن تلمع مصر إيه اللي جاب تلمع مصر في الصوم الكبير؟!! مصر هتلمع في الصوم الكبير ازاي يعني؟! ودهن الصنوبر إيه..؟! أخطاء مطبعية لكن جعلت الذي يحاول الترجمة من النص القبطي إلى العربي يعطي ترجمة غير سليمة. لأن التسبحة كانت كلها تًقال قبطي وليس بالإبصلمودية نثر عربي فأراد أن يضع ترجمة عربي فاجتهد فنتجت ترجمة خاطئة.
فعندما يدرس الإنسان القبطي جيدًا يزيد تمتعه بالتسبحة. وقد يستطيع تصحيح الأخطاء المطبعية أو أخطاء الترجمة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-demetrius/coptic-language-importance/liturgy.html
تقصير الرابط:
tak.la/xpv36cc