إن الطاقة تُعطَى مقسَّمَة، وتُعطَى للخليقة في الزمن، وكل هذه هي طاقات إلهية، وهي النعمة الإلهية.
فيما يخص نقطة أن النعمة تعطى في الزمن قد يردون علينا بقولهم إن معلمنا بولس الرسول قال: "بَلْ بمقتضَى القصد وَالنِّعْمَةِ الَّتِي أعْطِيَتْ لَنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَإِنَّمَا أظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ" (2 تى1: 9، 10). أي أن النعمة مجهزة منذ الأزل حتى ولو كانت قد مُنحت في الزمن.
إن هذه الآية ذاتها سوف تثبت مفهومنا لأنه هل النعمة تصدر من الله بإرادته أم بغير إرادته؟! الرد هو أن النعمة تصدر بإرادة الله فالنص يقول "بمقتضى القصد وَالنِّعْمَةِ".
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وقد أوضح إكليمندس السكندري أن صلاح الله إرادي فقال:
“God is not involuntarily good, the way a fire is involuntarily hot. Rather, in Him, the imparting of good things is voluntary.. Therefore, God does not do good by necessity, but He benefits others from His free choice.”[24]
"الله ليس صالحًا لا إراديًا، مثل النار التي تكون ساخنة لا إراديًا. ولكن، فيه، تمنح الأمور الصالحة إراديًا.. لذلك، فإن الله لا يعمل الصلاح اضطرارًا، لكنه يفيد الآخرين بحرية الاختيار التي له."
نستنتج من ذلك أن طاقات الله ونعمه المعبّرة عن صفاته أي صفات جوهره تصدر بإرادة الله الحرة.
_____
[24] A.N. Fathers, Vol. II, Clement of Alexandria, The Stromata or Miscellanies, p. 534.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/theosis-energy-grace/gods-goodness-is-voluntary.html
تقصير الرابط:
tak.la/dj7bmhc