قال السيد المسيح لتلاميذه "سلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا... لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إلى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي" (يو14: 27، 28).. قول السيد المسيح "أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي" قد أتعب الهراطقة مثل أريوس، ويدّعون بأن الابن ليس مساويًا للآب في الجوهر وأن الآب أعظم من الابن، ويستشهدون بهذه الآية.
فمن المعروف في أقوال الآباء أن الإنسان المتكبر يسقط في التجديف لأن العجرفة تعمى العقل والبصيرة عن فهم أسرار الله. أما المتواضع فيعلن له الله دائمًا في قلبه وفي عقله أسراره الإلهية، فقد قال السيد المسيح عن البسطاء لأبيه السماوي "أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هَذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ. نَعَمْ أَيُّهَا الآبُ، لأَنْ هَكَذَا صَارَتِ الْمَسَرَّةُ أَمَامَكَ، كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الاِبْنُ، وَمَنْ أَرَادَ الاِبْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ" (مت11: 25-27).
يقول السيد المسيح ليس أحد يعرف الآب إلا الابن، ولا من هو الابن إلا الآب، ولذلك يجب ألا يدّعى أحد المعرفة ويقول أنا أعرف الآب والابن، ومن هو الآب ومن هو الابن. فالله يعلن هذه المعرفة للبسطاء وللأطفال الصغار، يعلن للقلوب الوديعة والقلوب المتواضعة أسرار اللاهوت وسر الثالوث القدوس في بساطة كاملة. أما أريوس فاعتبر هذه الآية كارثة لكي يضرب بها الكنيسة التي تؤمن بوحدانية الآب والابن والروح القدس في اللاهوت وأن الابن مساوي للآب في الجوهر مثلما نقول في قانون الإيمان..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/resurrection-lights/hearts.html
تقصير الرابط:
tak.la/n86fmq8