ربط السيد المسيح بين استنارة الجسد وحاسة النظر.. ركّز على حاسة واحدة وقال من الممكن أن الجسد كله يكون نيّرًا أو مُظلمًا حسب قدسية حواسه.. فإذا كانت عينك شريرة فجسدك كله سيتدنس بالخطية؛ القلب سيتدنس، الفكر سيتدنس، وكذلك سائر الحواس كلها، لأن الكيان البشري كله مرتبط ببعضه “مَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً؛ فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا. وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً، فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِمًا. اُنْظُرْ إِذًا لِئَلاَّ يَكُونَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظُلْمَةً” (لو11: 34، 35) فإن كانت عينك نيّرة أو بسيطة فجسدك سيكون نيّرًا لأنه سيكون ممتلئًا من الروح القدس.. عينه بسيطة ممسوحة بالروح القدس؛ تنظر نظرة مقدسة ولا تشتهى هذا العالم، تتطلع نحو السمائيات، تتطلع إلى كل ما هو مقدس؛ كل ما هو طاهر؛ كل ما هو مجيد؛ كل ما هو جليل (انظر في4: 8).
وهكذا إن كانت عيناك مملوءتين من العالم، كيف تستطيع أن ترى مجد السماويات؟! فطالما انشغلت العينان بنظر العالم ومباهجه وشهواته لن تستطيعا أن تعاينا مجد الملكوت وأمجاد السماويات. من أجل ذلك يقول: ”إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً؛ فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا”.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وماذا تعني العين البسيطة؟ تعني عين لا تشتهى العالم “لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ” (1يو2:16).
العين البسيطة هي العين الخالية من الطمع، الخالية من الشهوة، العين التي لا تنظر إلى الدنيا ولا تتمسك بها “وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ” (1يو2: 17).
فالعين التي تمتلئ من النظر إلى العالم كيف تتطلع إلى أمجاد الملكوت؟! من أجل ذلك مارس القديسون تدريب تعطيل الحواس الجسدية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/five-senses/simple-eyes.html
تقصير الرابط:
tak.la/ddtwp6d