أرسل يسى الغلمان ليأتوا بداود، فوجدوه يرعى الغنم ماسكًا مزماره يعزف على المزمار والقيثارة، وبينما إخوته في البيت كل واحد فيهم يريد أن يصير ملكًا، كان داود لا يفكر في هذا الأمر إطلاقًا، كان داود يفكر في حياة الهذيذ والتأمل، يسبح الله بالمزامير، مع محبته واهتمامه بتلك الغنيمات الصغيرة التي له.
أرسل يسى وجاءوا بداود، أتى داود متعجبًا ماذا يريدون منه في هذا الوقت؟! ولم يكن يعلم أن الرب قد اختاره ليصير ملكًا على شعبه؛ هكذا يقول الكتاب:"فَأَرْسَلَ وَأَتَى بِهِ. وَكَانَ أَشْقَرَ مَعَ حَلاَوَةِ الْعَيْنَيْنِ وَحَسَنَ الْمَنْظَرِ. فَقَالَ الرَّبُّ: قُمِ امْسَحْهُ لأَنَّ هَذَا هُوَ" (1صم16: 12).
فأخذ صموئيل قنينة الدهن وصبها على رأسه، ومسحه في وسط إخوته، يا للعجب!! وسط إخوته الذين أراد كل منهم أن يكون الملك. مُسح داود وسطهم، مثل العروس التي في زفافها بثياب العرس وسط إخوتها الصغار الذين يقفون حولها، هكذا وقف إخوته حوله، وهو الصغير في وسطهم. أين رجال العضلات والبطولة والشهامة والفروسية، كل هذا ليس له قيمة عند الرب. كلهم واقفون حوله كالحاشية، وداود هو الملك في وسطهم.
هذا هو داود، هذا من يريد الله أن يكرمه، عندما يريد الله أن يكرم أحدًا لا تكون طريقته مثل طريقة العالم... فليتبكت أولئك الذين كل همهم في المظاهر العالمية، والمجد العالمي، ويا لخجلهم في السماء عندما يرون الذين كانت قلوبهم متقدة بمحبة الله، فإنهم سوف يقفون مثل الجواري أو الوصيفات حول النفس التي عرفت أن تجعل قلبها مسكنًا للروح القدس. الله ينظر إلى القلب، لكن الإنسان ينظر إلى العينين، أنت لا ترى إلا المنظر الخارجي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/david/him.html
تقصير الرابط:
tak.la/r9cb2gk