يقول البعض إن السيد المسيح قد صعد بعد قيامته مباشرةً، أي بعد لقائه في البستان مع مريم المجدلية، وأنه عاد إلى الأرض ليظهر لتلاميذه بعد ذلك. وأنه استمر طوال الأربعين يومًا التالية للقيامة يتردد بين السماء والأرض، إلى أن صعد بصفة نهائية في اليوم الأربعين بعد قيامته، أي في خميس الصعود.
وهذا القول يتعارض مع تعليم الكتاب المقدس ومع تقليد الكنيسة. لأن الكنيسة تحتفل بعيد الصعود باعتبار أن السيد المسيح قد دخل فيه إلى الموضع الذي لم يدخل إليه ذو طبيعة بشرية من قبل.
وقد ورد في قسمة قداس سبت البصخة المقدسة عن السيد المسيح [الذي صعد إلى السماوات وصار فوق السماوات. ودخل داخل الحجاب موضع قدس الأقداس الموضع الذي لا يدخل إليه ذو طبيعة بشرية، وصار سابقًا لنا، صائرًا رئيس كهنة إلى الأبد على رتبة ملكي صادق] (انظر عب6: 20).
وفي مزمور قداس عيد الصعود؛ تُقال العبارات الهامة التالية: "ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية، فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد؟ الرب العزيز القدير، الرب القوي في الحروب. ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية، فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد؟ رب القوات هذا هو ملك المجد" (مز 24: 7-10).
وهذا معناه أن الأبواب الدهرية لم تُفتح إلا عند دخول السيد المسيح إلى الأقداس السماوية ليظهر أمام الآب لأجلنا باعتبار أنه هو الشفيع الذي به ننال المغفرة من قِبل الآب كقول معلمنا يوحنا الرسول: "إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار، وهو كفارة لخطايانا" (1يو2: 1، 2)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وكذلك قول معلمنا بولس الرسول: "لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد أشباه الحقيقية، بل إلى السماء عينها ليظهر الآن أمام وجه الله لأجلنا" (عب9: 24).
وما معنى احتفالنا بعيد الصعود المجيد بعد أربعين يومًا من عيد القيامة إن كان السيد المسيح قد صعد مرارًا وتكرارًا طوال الأربعين يومًا..؟!!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/when.html
تقصير الرابط:
tak.la/vfww2ms