كانت حياة الابن البكر الذكر ملكًا للرب "كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسًا للرب" (لو2: 23)، وذلك بحكم أن الرب كان قد افتدى الأبكار في ليلة خروج الشعب من أرض مصر (ليلة الفصح والعبور).
وقد استعاض الرب عن أولئك الأبكار بتقديم ذبيحة عنهم في الهيكل، وهذه الذبيحة ترمز بالطبع إلى ذبيحة الفداء، حيث إن الرب قد اشترانا من الموت حينما وفي دين الخطية الذي علينا في الصليب.
فما أعجب أن نرى السيد المسيح الذي هو الذبيحة الحقيقية والمخلص الفادي، يُقدِّم عن نفسه وعن نجاته مع الأبكار ذبيحة في الهيكل، مع أنه هو موضوع النجاة وبدونه لم يخلص بشر على الإطلاق، وكل الذبائح كانت رمزًا لذبيحته المانحة للحياة، ولم يكن هو محتاجًا إلى النجاة ولا إلى الخلاص، لأنه بلا خطية وحده وقدّم نفسه عن آخرين.
ألا يقف العقل حائرًا أمام اتضاع السيد المسيح الذي تمم عنا كل بر..؟!
البعض يقدمون الذبائح في الهيكل ويتباهون بها وبعظمتها وكبر حجمها.. كلٌ بحسب غناه واقتداره.
أما السيد المسيح فقد قدّم ذبيحة بسيطة جدًا، تماثل بساطة موضع مولده العجيب في الحظيرة مع الخراف.
كانت أقل ذبيحة تقدم في الهيكل من حيث مظهرها هي "يمامتين أو فرخيّ حمام" (لا12: 8، انظر لو2: 24)، وهذا بالفعل قدّمه من جاء فقيرًا ليغنينا بمجده الذي فاق كل أمجاد العالم الظاهرة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لأن المجد الحقيقي هو مجد الروح المتضع والقلب النقي الخاضع لمشيئة الآب السماوي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/temple.html
تقصير الرابط:
tak.la/5nk7c8r