St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

165- الذي أسلمني إليك له خطية أعظم

 

"الذي أسلمني إليك له خطية أعظم" (يو19: 11)

St-Takla.org Image: Judas Iscariot, kiss of betrayal صورة في موقع الأنبا تكلا: قبلة يهوذا الخائن للمسيح

St-Takla.org Image: Judas Iscariot, kiss of betrayal

صورة في موقع الأنبا تكلا: قبلة يهوذا الخائن للمسيح

 قال هذا يسوع لبيلاطس مشيرًا إلى أن خطية اليهود كانت أعظم من خطية بيلاطس.

كان المفروض في اليهود أن يدافعوا عن السيد المسيح أمام الحاكم الروماني. لأنهم هم شعبه وخاصته.

ولكنه "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله" (يو1: 11). وكتب عنه في سفر زكريا النبي "فيقول له: ما هذه الجروح في يديك؟ فيقول هي التي جُرحت بها في بيت أحبائي" (زك13: 6).

من كان يتصور أن نسل إبراهيم -صاحب العهد- هو نفسه الذي يطلب صلب السيد المسيح؟!

ومن كان يتصور أن أبناء إسحق الحبيب الذي سيق إلى الذبح مثالًا للمسيح، هم أنفسهم الذين يطلبون له الموت بإلحاح ويصلبونه بأيدي الرومان؟!

ومن كان يتصور أن نسل يعقوب القديس الوارث للوعد، هو نفسه الذي يتآمر على السيد المسيح مُسلمًا إياه إلى قضاء الموت بأيدي الأمم الغريبة؟!

أمام هذه الحقيقة المُرة قال المرنم: "رفضوني أنا الحبيب مثل ميت مرذول" (مز37: 21) بحسب الترجمة القبطية.

وذهولًا من ذلك الواقع الرهيب قال معلمنا بولس الرسول: "أقول الصدق في المسيح لا أكذب وضميري شاهد لي بالروح القدس. إن لي حزنا عظيمًا ووجعًا في قلبي لا ينقطع. فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد. الذين هم إسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد. ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد آمين" (رو9: 1-5).

كان بولس الرسول يتألم بشدة كلما تذكر أن اليهود أصحاب المواعيد والعهد والشريعة الإلهية، هم أنفسهم الذين رفضوا السيد المسيح وصلبوه، واستمر الكثيرون منهم في رفضه بعد قيامته من الأموات والكرازة باسمه لغفران الخطايا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. بل زادوا على ذلك مقاومتهم لكرازة الآباء الرسل واضطهادهم للكنيسة في اليهودية وفي كل مكان تواجدوا فيه خارجًا عن أورشليم.

كانت خطية اليهود أعظم من خطية بيلاطس. لأن بيلاطس كان أمميًا، وليس من شعب الله الذين أعدهم الرب آلافًا من السنين لاستقبال المخلّص الوحيد، وكان عندهم أقوال الأنبياء التي تكلمت بوضوح عن صلب السيد المسيح، ولكنهم تغافلوا عنها، بل وتمموا ما جاء فيها بغلاظة قلوبهم.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/more.html

تقصير الرابط:
tak.la/fhrqt7n