النقطة الثالثة: الجوهر الإلهي روحي، غير متجزئ، ديناميكي
إن الجوهر الإلهي غير مادي وهو روح لا يتجزأ. كما أن الجوهر الإلهي فيه ديناميكية، وهو ليس محدود بمكان. لو كان ستاتيكيًا ساكنًا لكان ينطبق عليه ما قلناه على الورقة التي امتصت السائل، أي لابد أن تكون هناك تجزئة حتى يمكن لجزء من الجوهر الإلهي أن يتحد بالناسوت. لكن الجوهر الإلهي ديناميكيًا وليس ساكنًا. وكأنك تلف داخل دائرة فلا تصل لنهاية هذه الدائرة لأنها دائرة ليس لها بداية أو نهاية.
والديناميكية تجعل الجوهر الإلهي لا يمكن أن ينحصر في مكان معين. لكن متى يفهم الناس ديناميكية الجوهر الإلهي؟ يفهمونها بالاتحاد بالناسوت أو الكلمة، لأن الجوهر الإلهي غير متجزئ وهو روح وليس جسدًا، أما الكلمة فمن الممكن أن تتجزأ.
مثال توضيحي: إذا قلت أنا طمّاع، هذه حقيقة وأنت عرفتها، ما الفرق إذا عرفها ألف شخص أو ألفين. هي حقيقة والحقيقة لا تزيد ولا تنقص بحسب استقبال السامعين.
إن الابن هو كلمة حب نطق بها الآب في سمع البشرية حينما تجسد لأن الكتاب يقول "الْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا" (يو 1: 14).
مثال: شخص لديه فكرة وهي أنه يحب شخص آخر، فكتب ذلك في ورقة بحبر، هنا الكلمة أو الفكرة أصبحت متجسدة. لكن هل محدودية الكلمة التي على الورقة لها دخل بحجم هذا الحب؟ لا دخل على الإطلاق؛ لأن هذه حقيقة. ولو أن هذه الحقيقة تجسدت بحبر وورق محدود لصار حجمها هائلًا جدًا. لذلك يقول الكتاب "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا" (يو 1: 14).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/anti-christian-questions/divine.html
تقصير الرابط:
tak.la/a6cc9qd