بقى أن نوضح بالأكثر قوله "وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ" (رو5: 15). "لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا" (رو5: 19). لماذا لا تؤمن أنه لما مات المسيح من أجلك على الصليب ممكن أن يغفر خطايا العالم كله؟ إذا كان إنسان واحد ارتكب خطية واحدة في الفردوس جاء للبشرية بكل هذه البلية. كل البشر صاروا تحت حكم الموت بسبب خطيته، فبالأولى كثيرًا جدًا الأعمال العظيمة التي قام بها السيد المسيح.
إذا كان آدم الأول أخطأ فجلب هذه الويلات كلها على البشرية، فآدم الثاني الأخير الذي هو أعظم من آدم الأول إذ أطاع الآب طاعة كاملة حتى الموت وبذبيحة قيمتها لا نهائية لسبب إتحاد طبيعته الإنسانية بلاهوته، وإذ صنع كل مسرة الآب، هل كل هذا لا يكفى لأجل تلك الخطية الذي صنعها آدم الأول؟! بمعنى إن الذي عمله آدم الجديد بالنسبة لما عمله آدم الأول عظيم جدا،ً ولا يقاس على الإطلاق. من أجل ذلك يقول: "لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا" (رو5: 19).
إن النعمة والعطية والهبة التي في المسيح يسوع فاقت بكثير جدًا المأساة والخطية والغضب الإلهي المعلن بسبب خطية الإنسان، ونقول جميع الخطايا لجميع البشر في جميع الأزمنة لكل من يؤمن، إن المسيح إلهنا له المجد قد وفي خطية البشرية، بل إنه أرضى قلب الآب السماوي من ناحية الإنسان بصورة فاقت كل غضب الله بسبب خطية الإنسان، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. أي أن صورة الإنسان في نظر الله من خلال المسيح أصبحت محبوبة جدًا جدًا جدًا لدرجة إنها غطت أضعاف مضاعفة بما لا يقاس على خطايا البشر لذلك قال: "وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ" (رو5: 15).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/adam/second.html
تقصير الرابط:
tak.la/5zwrs98