St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   adam
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   adam

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب آدم (بين آدم الأول وآدم الثاني) - الأنبا بيشوي

30- هل رد آدم إلى رياسته؟

 

فكون السيد المسيح ظهر في الجسد وبارك طبيعتنا فيه بهذه الصورة: معناها أنه قد أصبحت للإنسان كرامة تفوق بكثير الكرامة الأولى التي كانت له قبل السقوط. إذا كنا نقول إن المسيح رد آدم إلى رتبته مرة أخرى؛ ففي الحقيقة هذا تعبير يمكن أن نقول إنه مرحلي. بمعنى إنه ليس فقط رد آدم إلى رتبته مرة أخرى، بل إنه بدخول آدم إلى الملكوت بعد المجيء الثاني للسيد المسيح تكون مرتبته -في المسيح- قد فاقت بما لا يقاس المرتبة الأولى التي كان عليها، لذلك يقول: "وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ" (رو5: 15)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. أي أن العطية بسخاء جدًا تفوق كل ضعف الإنسان.

St-Takla.org Image: Jesus Christ the cornerstone, walls, by Amgad Wadea صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح حجر الزاوية، حائط، رسم أمجد وديع

St-Takla.org Image: Jesus Christ the cornerstone, walls, by Amgad Wadea

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح حجر الزاوية، حائط، رسم أمجد وديع

ومن المعلوم طبعًا أن جسد القيامة الممجد سوف يكون في حالة أعلى بكثير من الحالة التي خُلق عليها أبونا آدم في الفردوس، والحالة التي آل إليها بعد السقوط. عن هذا يقول معلمنا بولس الرسول في حديثه عن القيامة في اليوم الأخير: "هَكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضُعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ. يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ. هَكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا: «صَارَ آدَمُ الإِنْسَانُ الأَوَّلُ نَفْسًا حَيَّةً وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا». لَكِنْ لَيْسَ الرُّوحَانِيُّ أَوَّلًا بَلِ الْحَيَوَانِيُّ وَبَعْدَ ذَلِكَ الرُّوحَانِيُّ. الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ. كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هَكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هَكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا. وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ. فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ" (1كو15: 42- 50).

وبهذا نفهم أن السيد المسيح قد أخذ لقب "آدم الثاني" وأن جسد القيامة للأبرار سوف تكون له صورة سمائية لا صورة ترابية. وذلك عند قيامة الأموات في اليوم الأخير. وذلك بالرغم من أن الأجساد الأصلية لابد أن تقوم ولكنها ستتغير.

 

ففي ضوء هذه المعاني أي أناس ينبغي أن نكون نحن

بقوة العطية الممنوحة لنا في المسيح

كأولاد الله مدعوين لميراث الحياة الأبدية

ربنا يعطينا أن نكون أبناء حقيقيين له

ثابتين في المسيح إلى النهاية


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/adam/back.html

تقصير الرابط:
tak.la/4wmgthn