الإنسان يُولد حسب الجسد أولًا من الأب والأم، فيرث طبيعة الجسد. مثلما قال السيد المسيح "اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ" (يو3: 6). ثم يُولد بعد ذلك من بطن الكنيسة؛ من رحم الكنيسة في المعمودية التي قال عنها السيد المسيح: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ.. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ" (يو3: 3، 5).
فهذا الميلاد الفوقاني يعنى أن الإنسان قد وُلد من الله ولادة جديدة، وتصبح أورشليم بالنسبة له هي أورشليم الجديدة. والأرض هي أرض جديدة يسكن فيها البر... حياة جديدة، أرض جديدة، سماء جديدة، هوذا الكل قد صار جديدًا.
"إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" (2كو5: 17). من أجل ذلك فبدء الطريق إلى أورشليم السمائية هو الميلاد بالمعمودية، المعمودية التي هي بدلًا من الختان. ولذلك عندما تكلم الله مع إبراهيم عن ولادة إسحاق من سارة أعطاه عهد الختان. ولأن الختان كان رمزًا للمعمودية. لذلك صار الختان بالنسبة لنا حاليًا مسألة ثانوية طبية، فالله لا يأمر بالختان لكنه يأمر بالمعمودية "مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ" (مر16: 16).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/abraham/circumcision.html
تقصير الرابط:
tak.la/jqz5hx2