"فَجَاءَ الْغِلْمَانُ وَكَلَّمُوا نَابَالَ حَسَبَ كُلِّ هَذَا الْكَلاَمِ بِاسْمِ دَاوُدَ وَكَفُّوا. فَأَجَابَ نَابَالُ عَبِيدَ دَاوُدَ: وَقَالَ مَنْ هُوَ دَاوُدُ وَمَنْ هُوَ ابْنُ يَسَّى؟" (1صم25: 9). ما هذا يا نابال؟!! داود هو مسيح الرب!!
وفى حماقته قال نابال: "قَدْ كَثُرَ الْيَوْمَ الْعَبِيدُ الَّذِينَ يَهْرُبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَمَامِ سَيِّدِهِ!. أَآخُذُ خُبْزِي وَمَائِي وَذَبِيحِيَ الَّذِي ذَبَحْتُ لِجَازِّيَّ وَأُعْطِيهِ لِقَوْمٍ لاَ أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُمْ؟. فَتَحَوَّلَ غِلْمَانُ دَاوُدَ إِلَى طَرِيقِهِمْ وَرَجَعُوا وَجَاءُوا وَأَخْبَرُوهُ حَسَبَ كُلِّ هَذَا الْكَلاَمِ" (1صم25: 10- 12).
موقف صعب جدًا... عاش داود ورجاله كل هذه الشهور ربما كانوا يأكلون الفتات لكي يسدوا جوعهم، ومنتظرين اللحظات التي فيها يأخذون أجرة تعبهم. وتكون النتيجة إنه يقول لهم من هو داود ومن هو ابن يسى! هل آخذ مالي وأعطيه لقوم غرباء؟.
هنا لا يجب أن ننظر للموقف بمنظار الحياة التي نحياها في الزمان الحاضر في قدسات العهد الجديد, لكن لابد أن نعيش في تفكير ذلك العصر، والوصية التي كانت موجودة في ذلك الزمان.. لكن مع هذا كله هناك إشراقة مبكرة تظهر حتى في العهد القديم, تدعو النفس البشرية إلى بعض جوانب الكمال المطلوبة حاليًا من الإنسان المسيحي في العهد الجديد.
لما سمع داود هذا الكلام اعتبره إهانة ليس لشخصه فقط، إنما إهانة للنعمة والمسحة التي يحملها, والمسئولية التي يقوم بها، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. كما إنها إهانة لرجاله, وإهانة للإله الذي أقامه ومسحه وأرسله ليكون ملكًا لإسرائيل, فبدأ يأخذ موقفًا شديدًا.
لكن في الحقيقة كان هو الموقف الذي يتحول في اتجاه الكمال الذي يبغيه الرب في حياتنا, أي إنه لا ينتقم لنفسه في هذا الأمر. لكن طبعا لن ندّعى أن داود كان إنسانًا له تصرفات خالية من الأخطاء, من أجل ذلك فإن الله يصحح لأولاده مسيرتهم إذا حدث وخرجوا عن طريق الوصية.
"فَقَالَ دَاوُدُ لِرِجَالِهِ: لِيَتَقَلَّدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ سَيْفَهُ. فَتَقَلَّدَ كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ. وَتَقَلَّدَ دَاوُدُ أَيْضًا سَيْفَهُ. وَصَعِدَ وَرَاءَ دَاوُدَ نَحْوُ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُلٍ, وَمَكَثَ مِئَتَانِ مَعَ الأَمْتِعَةِ" (1صم25: 13).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/abigail/who.html
تقصير الرابط:
tak.la/y3hknhp