St-Takla.org  >   books  >   anba-bimen  >   social-life
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bimen  >   social-life

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الحياة الاجتماعية من منظار أرثوذكسي - الأنبا بيمن أسقف ملوي

2- الآخر في حياة الأرثوذكسي

 

St-Takla.org Image: Three friends walking together by the corniche, women - Various photos from Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, May 5, 2017. صورة في موقع الأنبا تكلا: ثلاثة صديقات، سيدات يسرن معًا على الكورنيش - صور متنوعة من دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 5 مايو 2017.

St-Takla.org Image: Three friends walking together by the corniche, women - Various photos from Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, May 5, 2017.

صورة في موقع الأنبا تكلا: ثلاثة صديقات، سيدات يسرن معًا على الكورنيش - صور متنوعة من دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 5 مايو 2017.

وإذا كان الآخر هو مجال الحب والإنفتاح فإن التعامل مع الأخر مسيحيًا نوع من النسك. فالحياة مع الأخوة تمرين روحي كبير.. إنها تمرين يغيرنا ويكشف دواخلنا. انها عُلو على الذات وتحطيم لأنانيَتها.

ما أسهل أن ترفض اتجاه الوجوديين الملحدين عندما يقولون إن الآخرين هم الجحيم، ولكن ما أصعب أن ننسلخ من ذواتنا لكي نقبل الآخرين في شركة الأخوة.. والسبب في هذه المعاناة أننا لا نقبل أنفسنا، ومن ثم فاننا أيضًا لا نقبل الآخرين أما أن نقبل أنفسنا فهذا شرط أساسي للتفاعل مع الإخوة، لأنه إن قبلنا أنفسنا فهذا يعني أننا قبلنا إرادة الله وإن رفضنا شخصًا ما فهذا يعني أن في نفسي شيئا لم أقبله بعد، وحياة الآخر تكشفه أمامي..وهذا هو تفسير فشل بعض الزيجات المسيحية والجماعات الكنسية.

الإخوة هي عطاء الذات وتجريدها وشفافية الحب، وكيف يمكن تحقيقها ونحن نحيا في كثافة الأنا وسجن الذات ومركبات النقص!! ليس الشخص الأنانِی شخص محب لنفسه بالضرورة وإنما قد يحتقر نفسمه، ولهذا السبب تراه يضمر أشد أنواع الحقد للناس، الرسول يأمرنا أن نقبل بعضنا كما قبلنا المسيح لمجد الآب. ان سر عدم قبولنا لأنفسنا وللآخرين تلك الخيالية التي نعيشها والأوهام التي ننسجها حول شخصياتنا حتى إننا نظن أنفسنا أكثر أو أقل من الواقع الذي ارتضاه الله لها وهنا يقول الحكيم (إعرف نفسك).

إن قبلنا أنفسنا بكل ما فيها وقدمناها للرب ذبيحة يبقى یسوع مسئولاَ عن تجديدها وملئها وإكسابها قدرة الانفتاح للآخرين وملاقاتهم على صعيد الحب وفرح اللقيا. فالأخُوة هي برهان قبولنا أبوة المسيح الصادقة وبنويَتنا الأمينة له.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

لقد أوصانا عندما نصلي إليه: أن نقول في مطلع الصلاة يا أبانا، فان كان الواحد أبًا لنا فنحن جميعًا أخوة وأبناء لهذا الآب.. في حياة الآخر نصطدم بالحقيقة وبالواقع ونكتشف ذواتنا بالاحتكاك مع الآخرين، ومن ثم إن كنت صادقًا في محبتي للمسيح فاني لا أهرب من الأخوة ولا أنكمش في عزلة قاتلة وإنما أقوم لأصحح ما فی داخلی شاكرًا الرب الذي أعطاني مجالًا يكشف ما في أعماقي من فريسية واعوجاج وإنحراف.

نعمة الايمان هي التي تهب المسيحي القدرة على الانفتاح الداخلي وتجاوز الذات والاقتراب من الاخر..


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bimen/social-life/the-other.html

تقصير الرابط:
tak.la/y8yagnb