 |
2- بين السلبية والانسياق وراء التيار:
ييقَع كثير من شبابنا في إحدى الانحرافين إما السلبية واللامبالاة وعدم الاهتمام بالحياة الاجتماعية والمواطَنة والأنشطة السياسية والاقتصادية والرياضية والفنية ؛ وإما الانسياق وراء أي تيار إلى حد الابتلاع في دوامة الحياة الصاخبة..
والسلبية نوع من النرجسية لأنه تمركز مريض حول الذات خشية انفتاحها وتفاعلها مع الآخرين حتى لا تفضح أخطاءها وتكشف عيوبها وتظهر نقائصها.. فَالمسئولية جراح وتمزيق للاغلفة والأقنعة الكاذبة التي تتقوقع فيها الأنا والذات المنتفخة.. يقول كوستي بندلي "من إعتنق المسيحية لم يعد بوسعه أن يهرب من العالم لأن الله زج نفسه بالتجسد في صميم العالم، وأصبحت البشرية كلها جسد المسيح وأصبحت آلامها آلام المسيح. ليست المسيحية أفلاطونية تتوق إلى الهروب من العالم وإنما هي ديانة الإله المتجسد دیانة الكلمة الذي صار لحمًا.. المسيحي في صميم انين العالم ومخاضه يتعهده بروح المسيح ويساهم بعملُه وجهاده المقرونين بالصلاة بتعجيل قدوم الملكوت المرجو حسب تعبير الرسول بطرس (2 بط 3: 12).
وفي موضع آخر يقول أحد الأساقفة ولقد دفعنا ثمن إهمالنا ثمن لا مبالاتِنا بالمشاكل الإنسانية والاجتماعية الكبرى. كثيرا ما بقينا جالسين برخاء في مِقعدنا الوثير المسيحي نخلص نفوس أقلية منتخبة وراضية عن ذاتها... الأصوات النبوية التي كانت تصرخ في البرية لم تكن أصواتنا ولكنها كانت أصوات أخوتنا اللاقادرين وغير المؤمنين الذين وعوا أكثر منا بكثير الجوع الذي يعانيه البشر إلى الخلاص والتحرر.
والتطرف الأخر هو الذوبان في مشكلات المجتمع إلى حد الضياع والارتباك بهموم النفس وهموم الآخرين والقلق والتوتر وضياع السلام الداخلي واختفاء فترات الخلوة والاعتكاف والتأمل والصلاة الطويلة والعبادة الهادئة والانشغال بالعريس السماوي.. مثل هؤلاء الضائعون في تيار العالم الهادر المنحدر نحو الهاوية يحتاجون إلى سماع قول الرب يسوع "إن الحاجة إلى واحد " وإلى قوله "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/social-life/negativity.html
تقصير الرابط:
tak.la/pdtcg2v
