محتويات: (إظهار/إخفاء) |
الله ديان عادل
منذ القديم أمثال السيد المسيح عن الدينونة الدينونة آنية ومستقبلية معًا |
الديان العادل
(وجلس عن يمين أبيه وأيضًا يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات).
إن مجيء المسيح للدينونة عقيدة هامة من عقائد الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية وقد سجل في قانونها الإيمانى هذه العبادة (وأيضًا يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات).
وفي الليتوروجيات سواء التي استعملت في القرون الأولى أو التي وصلت إلينا بعد المجامع المسكونية نجد صلوات تؤكد حقيقة المجيء الثاني المخوف المملوء مجدا.
ففي تسابيح الكنيسة الأولى نقرأ (أفرحوا بالرجاء المجيد- سيأتي يسوع الديان- ويأخذ خدامه عاليا... إلى منزلهم الأبدي... وسنسمع في الحال صوت رئيس الملائكة وسيبوق بوق الله قائلًا أفرحوا).
وفي القداس الباسيلي المستعمل في الكنيسة الشرقية يقول الكاهن "وقام من الأموات وصعد إلى السموات وجلس عن يمينك أيها الآب ورسم يوما للمجازاة هذا الذي يظهر فيه ليدين المسكونة بعدل ويعطى كل واحد كنحو أعماله" ويوقل الكاهن أيضًا ساعة حلول الروح القدس على القرابين "ففيما نحن أيضًا نصنع ذكرى آلامه المقدسة وقيامته من الأموات وصعوده إلى السموات وجلوسه عن يمينك أيها الآب، وظهوره الثاني الآتي من السموات المخوف المملوء مجدا نقرب لك قرابينك من الذي لك على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال".
وفي قداس القديس أغريغوريوس يقول الكاهن "أظهرت لي أعلان مجيئك الذي تأتي فيه لتدين الأحياء والأموات وتعطى كل واحد كأعماله".
وكان الرسل يشهدون للرب في كرازتهم أنه هو المعين من الآب ديانا للأحياء والأموات وبولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس "أنا أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته" (2تى 4: 1).
وفي موضع آخر يقول "أخيرا وضع لي أكليل البر الذي يهبه في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضًا" (2تى 4: 8).
كما يقول رسول الأمم في الرسالة الثانية لأهل كورنثوس "لأنه لا بُد أننا جميعا نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرا كان أم شرا" (2كو 5: 10).
ومعلمنا بطرس الرسول يعزى المؤمنين الذين في الشتات بقوله "ان الذين (يضطهدونكم) سوف يعطون حسابا للذي هو على إستعداد أن يدين الأحياء والأموات" (1بط 4: 5).
بينما يعقوب الرسول يزيدهم تعزية بقوله "هوذا الديان واقف قدام الباب" (يع 5: 9).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ومنذ القديم وإسرائيل يعرف جيدًا أن الله ديان عادل. فقد طلب جدعون من الله أن يقضى بينه وبين العمونيين "فأنا لم أخطئ إليك، وأما أنت فأنك تفعل بي شرا بمحاربتى، ليقض الرب القاضى اليوم بين بني إسرائيل وبني عمون" (قض 11: 27).
وحين خاصمت سارة إبراهيم وهاجر قالت "يقضى الرب بينى وبينك" (تك 16: 5) وقال داود لشاول "يقضى الرب بينى وبينك وينتقم لي الرب منك ولكن يدي لا تكون عليك" (1صم 34: 12).
لقد جاء المسيح يسوع إلى البشرية فاديا ومخلصا، رقيقا وحنونا، ومشجعا غافرا، داعيا الجميع إلى التوبة والخلاص. ولكنه نبه البشرية إلى أنه في مجيئه الثاني سيأتي قاضيا ديانا عادلا.
وقد أورد الرب في تعاليمه أمثالا تتحدث عن الدينونة المزمع حدوثها عند مجيئه المخوف الآتي:
مثل الحنطة والزوان (مت 13: 24- 30) "إنسان عدو زرع زوانا طلب العبيد من رب البيت أن يقلعوه، رفض قائلًا في وقت الحصاد أقول للحصادين إجمعوا أولا الزوان وأحزموه ليحرق وأما الحنطة فأجمعوها إلى مخزنى".
ومثل الغني الغبي الذي أضاع حياته في جمع الأموال والرغبة في توسيع المخازن وفي لحظة أخذت روحه وقيل له أيها الغبي هذه التي أعددتها لمن تكون. (لو 12: 13- 21).
مثل الشبكة المطروحة في البحر. وهذه التي امتلأت فجمعوا الجياد في أوعية وأما الأردياء فطرحوها خارجا. هكذا يكون في إنقضاء العالم يخرج الملائكة ويفرزون الأشرار من بين الأبرار ويطرحونهم في آتون النار هناك يكون البكاء وصرير الأسنان (مت 13: 47-50).
وفي مثل العذارى الحكيمات والجاهلات (مت 25: 1-13) لما جاء العريس المستعدات دخان معه إلى العرس وأغلق الباب وأخيرا جاءت بقية العذارى أيضًا قائلًات يا سيد يا سيد أفتح لنا فأجاب الحق أقول لكم أنى ما أعرفكن ويقول معلمنا متى أيضًا ومتى جاء أبن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم عن بعض كما يميز الراعي الخراف عن الجداء. ويقول للذين عن يمينه "تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم" ويقول للذين عن اليسار "أذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المعجة لإبليس وملائكته" [راجع (لو 14: 15-24، لو 19: 11-28، لو 17: 20- 27)].
عندما تحدث الرب عن الدينونة أعطاها بعديها المميزين في المسيحية البعد الزمنى، والبعد الإسكاتولوجى (الاخروى).
لقد أوضح أنه الآن ساعة الإنتفاضة من موت الخطية وعبودية الجسد والآن إلى حرية مجد أولاد الله إذ يقول "تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن الله والسامعون يحيون" (يو 5: 15).
فالمسيح بتجسده المبارك أدان البشرية الساقطة واللاهية وكسر شوكة الخطية وحطم قوة العدو... لقد أدان كبرياء الإنسان بإتضاعه، وأدان الحقد والكراهية والبغضاء بالحب الباذل حتى الصليب.
ويقول القديس أغسطينوس في شرحه لكلمة الله الحية ذات الحدين. ان لها حد التشجيع للتوبة والخلاص، ولها حد الإدانة إذ تحتفظ الكلمة بفاعليتها حتى المجيء الثاني لكي يستد كل فم وفي هذا يقول الرب "الكلام الذي أكلمكم به هو الذي يدينكم".
وفي اليوم العظيم في ملئ الأزمنة عند انقضاء الدهر سيأتي الرب على السحاب متوشحًا بجسده ومحتفظا بآثار جراح الجلجثة... هذه ستكون نبعا للحب والفرح الذي لا ينضب لجماعة المفديين إذ سيدخلون معه إلى عرس عشاء الخروف وأما الهالكون واللاهون والمجدفون والذين احتقروا صليب الرب فسوف يقولون للجبال أسقطى علينا وللأكام غطينا من وجه الجالس على العرش.
هذه هي الدينونة الرهيبة. لقد وعد أنه آت سريعا ومن له أذنان للسمع فليسمع...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/christ-titles/just-judge.html
تقصير الرابط:
tak.la/38hrbcp