الألف والياء
"أنا هو الألف والياء. البداية والنهاية. الأول والآخر" (رؤ 1: 8، 11).
لقد ورد هذا اللقب ثلاثة مرات في سفر الرؤيا، وفيه يعلن الرب يسوع عن نفسه أنه هو البداية والنهاية كما تنبأ عنه إشعياء النبي الإنجيلي في مواضع كثيرة (أش 41: 4، 44: 6، 48: 12). ولقد كان مترسبًا في ذهن اليهودى في العهد القديم، أن المسيا الذي سيأتي هو الرب... هو الأول والآخر هو البداية والنهاية...
هو الأول لأنه العلة الخلاقة للكل، وهو النهاية لأنه الهدف النهائى لكل الموجودات، وهو مابين الألف والياء لأنه حاضر في كل الأشياء... يقول أكليمنضس الأسكندري أن الابن ليس واحدا، بمعنى أنه شيء ما، وإنما هو واحد بمعنى أنه الكل، وهو مركز كل قوى ومجد وسلطان.
* أن يكون المسيح الألف والياء، هذا يعني أنه الكامل الذي لا نقص فيه، فيه كل القوى، كل الحكمة كل المعرفة، كل القداسة، كل الصلاح... وحياته على الأرض كانت برهانا عمليا على كماله فهو القائل "من منكم يبكتنى على خطية".
* أن يكون المسيح الألف والياء يعني الديمومة والاستمرار فهو العامل في أن يبدأ التاريخ، وهو العامل من خلال التاريخ وهو الذي لا يزال يعمل في كل آن... وسيظل عاملا فوق كل زمان ومكان وكيان...
هو أمس واليوم وإلى الأبد. وفي سفر الرؤيا يقول الرب عن ديمومته "لا تخف أنا الأول والآخر، الحي وكنت ميتا، وها أنا حي إلى أبد الآبدين آمين، ولى مفاتيح الهاوية والموت أنا هو الكائن والذي كان والذي سيأتي القادر على كل شيء" وبولس الرسول يقول "وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، أنت يا رب في البدء أسست الأرض والسموات هي عمل يديك هي تبيد ولكن أنت تبقى وكلها كثوب تبل وكرداء تطويها فتتغير ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى" (عب 1: 8- 12).
فالمسيح هو السرمدى، الأزلى الموجود قبل كل وجود، والأبدي الدائم الذي لا يزول بلا بداية وبلا نهاية...
* أن يكون المسيح الألف والياء، هذا يعني أنه الأصل والمصدر، وهو أيضًا الهدف النهائى والقصد الأخير...
هو أصل كل شيء، ومنه كل حياة، وهو أيضًا الهدف الاخير لكل حياة، منه وله كل الأشياء كما يقول الرسول بولس في رومية "لأنه منه وبه وله كل الأشياء، له المجد إلى الأبد آمين" (رو 11: 36).
ويقول أيضًا "الكل به وله قد خلق، الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل" (كو 1: 17).
* ان يكون المسيح الألف والياء، هذا يعني إنه الماسك الكل بيديه، كما رآه يوحنا في سفر الرؤيا.
ولبولس الرسول تعبير جميل، سبق ذكره في رسالة كولوسى "وفيه يقوم الكل" فكما إنه مبدع الخليقة والهدف النهائى لها. فهو الممسك بيديه العالم وكل ما فيه، معطيًا له تماسكًا وإنسجامًا... فكل النواميس التي تحكم العالم في نظام بديع، وحكمة رائعة إنما هي في الحقيقة إفصاح عن عقل الابن... والقوانين التي نطلق عليها القوانين العلمية، هي في أعماقها قوانين إلهية... إنها تعطى المكون معنى جميلا وتفسيرا لوجوده وكيانه إنها القوانين التي تجعل العالم موثوقا به ومعتمدا عليه، فيه يربط الكون ويتماسك معا ويسير في اتساق وإنتظام وإبداع، لأنه هو مابين الألف والياء.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
* أن يكون المسيح هو الأول في كل تصرف من تصرفات حياتي وفكرًا وقلبًا وعملًا.
* أن يكون المسيح هو الهدف النهائى من كل سلوكى، ففي نجاحى وانجازاتى أعط له كل المجد، وفي ضيقاتى وأتعابى أرى قسمات صليبه تطلع على نبضات قلبي.
* أن يكون المسيح هو مابين الألف والياء، هو الحياة بأكملها، أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/christ-titles/alpha-and-the-omega.html
تقصير الرابط:
tak.la/vp6xfy6