St-Takla.org  >   books  >   anba-bimen  >   body-sex
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bimen  >   body-sex

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الجسد والجنس من منظار مسيحي - تأليف: كوستي بندلي - إعداد الأنبا بيمن

16- خاتمة

 

}أهم المبادی والاتجاهات الفكرية

التي جاءت في كتابات المفكر العربي

 الأستاذ كوسjی بندلی - عضو حركة

 الشبيبة الأرثوذكسية بسوريا ولبنان –

عن موضوع الجنس.{

 

(1) أن الجنس في الإنسان ليس مجرد حاجة بيولوجية بحتة وإنما هو ككل حاجات الانسان -وبالأخص الجنس- مرتبط بنوع خاص بالشخصية ككل فهو بتأثر إلى حد بعيد بالعوامل النفسية والإجتماعية.

(2) أن الجنس في الإذان يهدف إلى اقامة شركة مع الآخرين فالعمل الجنسي هو أساسًا عمل اجتماعی. فالجنس عند الانسان يبغى ما هو أبعد من زوال التوتر العضوی، إنه يبغى الإتصال بالآخر. فالإنسان يشكو دائمًا من العزلة وهو يسعى من خلال سلوكه الجنسي إلى ازالة تلك العزلة باتحاد كامل بكائن آخر يكمل نقصه.

فالنزعة الجنسية تدفع الرجل والمرأة أحدهما نحو الآخر بغية أن ينصهرا من خلال تداخل الأجساد في لقاء صمیمی ما بعده لفاء.

(3) فرادة الانسان في أنه يدرك ذاته ويدرك الآخر ويدرك الجنس. لذا لم يعد نشاطه الجنسي مجرد أداة لاستمرار النوع بل أصبح مسخرًا لأهداف الذات الإنسانية. فالجنس من حيث أنه نزعة إتحادية لا يستطيع أن يبلغ مرماه إلا بتأكيد شخص الآخر.

St-Takla.org Image: A plant buds in the shape of a heart: love - Various photos from Wicklow, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, May 7, 2017. صورة في موقع الأنبا تكلا: براعم نبات على شكل قلب: الحب - صور متنوعة من ويكلو، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 7 مايو 2017.

St-Takla.org Image: A plant buds in the shape of a heart: love - Various photos from Wicklow, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, May 7, 2017.

صورة في موقع الأنبا تكلا: براعم نبات على شكل قلب: الحب - صور متنوعة من ويكلو، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 7 مايو 2017.

(4) الجنس في الإنسان مهدد دائمًا بان يطبع بالطابع الاستهلاكي وهو اتخاذ اللذة غاية. وتشيء الآخر أي اعتباره شيئًا لا شخصًا، ومتعة لا شريكًا، ووسيلة وليس غاية، رملهاة وليس مسئولية.

هكذا بتر الجنس عند الأباحيين من بعده الإتحادی وأعتبر مادة تستهلك كما يستهلك الكحول. وأصبح الإتصال الجنسي سهلًا للغاية ولكنه أصبح تافهًا أيضا إذ أفرغ من معناه الانساني العميق.. "معنی اللقاء بالاخر". وهذه التفاهة جردت العمل الجنسي من كثافته وأفقدته زحمة العاطفة وحولته إلى مجرد انتفاضة أجساد لا فرح فيها وحتى لا لذة حقيقية.

(5) بالحب وحده يصل الجنس الإنسان بالآخر مع المحافظة على استقلال كل من الشريكين.. الحب لا يبطل أهمية العلاقة الجنسية ولكنه يجعل منها وصالًا: إنه لا يبطل اللذة ولكنه يعطيها كل أبعادها إذ يجعلها منفتحة على ما هو أعمق منها وأبعد. بالحب وحده تتخذ العلاقة الجنسية كل أبعادها لأنها تصبح لغة تخاطب.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

(6) ميزات الحب أنه يعتبر الآخر مهمًا بحد ذاته ويكشف الآخر في فرادته ويتعهده في بعده الزمني إذ يتجلى الفرق بين الحب والمجون. فالحب يرتسم في الزمن أما المجون ففي اللحظة. الحب الحقيقي شيمته الإستمرار لأنه تركیر على اللقاء لاعلى اللذة.

(7) هذا الحب الذي به يحقق الجنس مرماه الإنساني الإتحادی هو ما يعطي الجنس قيمته الحقيقية.. والحب لا يتحقق إلا في إطار النضج ومعايير النضج هي الإنتقال من عشق الذات إلى حب الآخر والإنتقال من مركزية الأنا إلى الإعتراف بالآخر والإنتقال من الإستيلاء إلى العطاء.

(8) الزواج إطار الحب لأنه وعد يكرس أمام الملأ صفات الحب الأساسية ولأنه مكان نمو الحب وتعميقة ولانه مكان خصب للحب. ولكن الزواج لا يحافظ على اصالته إلا إذا بقي في إطار للحب وتعبيرًا عنه. هذا الإطار لا يستمد قيمته إلا من المضمون. الخطر الذي يهدد الزواج بالزوال أو بفقدان فحواه العميق هو أعتباره عقدًا يعطى كلا من الزوجين حق الملكية على الآخر.

(9) العفة مرتبطة بالحب ارتباطًا وثيقًا والفرق بين العفة الحقة والعفة الزائفة أن هذه تخاف من الجنس ومليئة بالكبت بينما العفة الحقة هي تعهد واع للجنس وتخطى الخوف واتجاه أصيل إلى الآخر وامتناع عقلى ووجدانی وتعبیر عن التزام كياني حر.

(10) العفة قبل الزواج هي رفض التفريط بالجنس عن ممارسته خارج إطاره الإنساني الكامل؛ وهي في الزواج تتحدد بأن يكون العمل الجنسي معبرًا عن الإهتمام الكلی بالآخر فالزواج يتدنس إذا أصبح اتحاد الزوجين الجسدي مجرد إشباع غريزی حیوانی لحاجة جسدية بحتة، وإذا تحول هذا الإتحاد إلى عملية آلية اعتيادية، وإذا أصبح السعی وراء اللذة هدف الزوجين الوحيد في جماعهما أي إذا اصبحت اللذة صنمًا وهوسًا عوضًا أن تكون تعبيرآ عن المحبة المتبادلة.

(11) تربية العفة تتحدد في قبول الجنس وضبط النزعة الجنسية بغية إخضاع زخمها الغريزي للقيم الإنسانية وتنمية الاتجاه إلى الاخرين وتخطى النرجسية الغريزية في الإنسان وذلك من خلال التربية العائلية والمدرسية والدينية.

(12) الله متعال على الجنس لانه كامل في ذاته، والجنس في إصالته مكان حضور إلهى إذ يقول ذهي الفم "عندما يتحد الزوج والزوجة في الزواج لا يظهران بعد كشیء ارضي بل كصورة الله نفسه، ويقول ثيؤفيلوس الأنطاكي أن الله خلق آدم وحواء ليحقق الحب الأكبر بينهما عاكسين سر الوحدة الإلهية. الحب يحقق إذا - في وحدة المحبين – صورة الثالوث فيصبحان ايقونة الله.

(12) من عاش العفة المكرسة على حقيقتها لا يغلق قلبه دون الحب، إنما يعرف الحب من ينبوعه الإلهى ويبتهج به وسط جهاده. إنه يحس بأنه على هامش الحياة مقصی عن الحب بل يختبر اتصالًا بمن هو ملء الحياة والحب.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bimen/body-sex/epilogue.html

تقصير الرابط:
tak.la/dkp4rfr