(7) العفة المكرسة:
ولكن هناك طريقًا أخرى سار فيها الرب أولًا في حياته بالجسد ورسمها نموذجًا لكثيرين سلكوها من بعده إنها طريق العفة المكرسة. تاريخيًا أحاط بهذا الطريق كثير من الالتباس ولا يزال إلى الآن ولكنها في أصالتها الإنجيلية بعيدة كل البعد عن ذلك الذي كان غريبا عن حياة السيد، بعيدة كل البعد عن ذلك التزمت الذي تصدينا له وسمیناه "بالملائكية". بعيدة كل البعد عن حياة السيد كما يتضح في علاقاته الحرة الصافية المتفهمة بالنساء.
إن المكرس حقًا لا يحاول أن يتجاهل وجود جسده الجنسي لأنه يعرف أنه وضعه الإنساني الراهن. إن الله وحده ترفع عن الجنس لأنه وحده كامل بذاته، إنما يجتهد المكرس حقًا، بنعم القيامة التي زرعت فيه والتي يستمدها بتواضع وحرارة، أن يتجاوز قدر المستطاع عنصر الإنغلاق في هذا الجسد لكي تتحقق على أكمل وجه طاقات الانفتاح الكامنة فيه.. أنه يتخلى عن الحب الجنسي لا لكي يكتفي بذاته ويتملك ذاته ويحتمي في الآخر بل لكي يتجاوز فيه حبه، قدر الإمكان، كل اكتفائيه وتملك وخوف. إنه لا يتخلى عن إقامة علاقة خاصة بزوجة وعائلة إلا لكي يكون قلبه منفتحًا للكل مستقبلًا للكل معطيًا لجميع. انه لا يحاول بتر الجنس فيه، هذا أمر مستحيل، ولا يتنكر له ولكنه بتخليه عن الممارسة الجنسية يسير في طريق إعلاء الجنس، إلى تحيرره قدر الإمكان من عنصر الإنطوائية الكامنة فيه، هذا الإعلاء الذي وضعه لنا التحليل النفسي، عملية غامضة تجرى إلى حد بعيد بشكل لا شعوری ولا إرادی.. لذا فالمكرس حقًا لا يعتمد على إرادته بقدر ما يعتمد على انفتاحه المتواضع لذلك الحب الإلهي، ألف الجنس ویائه الذي ظهر لنا في يسوع المسيح جسدًا ظافرًا على الموت بمروره الطوعي فيه. نحن نؤمن أن جسدنا الجنسي الذي هو وضعنا الراهن على هذه الأرض قد طعم بالمعمودية على جسد الحب لأنه أخلى ذاته بالموت متخليًا عن كل تملك لذا فسبيلنا سواء سلكنا طريق الزواج أو طريق العفة المكرسة، أمارسنا العلاقات الجنسية أو لم نمارسها، أن نجمل أجسادنا في درب الحب كي يحولها الرب ويجعلها على صورة جسده، اجساد قيامة، ومساكن الله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bimen/body-sex/chastity.html
تقصير الرابط:
tak.la/v9rhfjp