ثم يعدد الأسباب التي بها كان الصليب هو أنسب طريقة لموت الرب وابتدرها قائلًا:-
"وهذا يكفى للرد على الذين هم في الخارج (غير المؤمنين) الذين يحشدون المجادلات ضدنا. ولكن لو أراد أحد من شعبنا أن يسأل لا حُبًّا في الجدل بل حبًا في التعلم: لماذا لم يمت بأي شكل أخر غير الصليب، فهذا أيضًا نخبره أنه لم تكن هناك طريقةً أخرى نافعةً لنا سوى هذه، وأنه كان أمرًا حسنًا أن يحتمل الرب هذا الموت من أجلنا". (تجسد الكلمة 25: 1).
"لأنه إن كان قد جاء ليحمل اللعنة الموضوعة علينا فكيف كان ممكنًا أن (يصير لعنةً) بأي طريقة أخرى ما لم يكن قد قبل موت اللعنة الذي هو (موت) الصليب؟ لأن هذا هو المكتوب " ملعون كل من علق على خشبة" (أف 2: 14). (تجسد الكلمة 25: 2).
"إن كان موت الرب هو فدية عن الجميع وبواسطة موته هذا نقض "حائط السياج المتوسط" وصارت الدعوة لجميع الأمم، فكيف كان ممكنًا أن يدعونا إليه لو لم يكن قد صلب؟
لأنه على الصليب وحده يمكن أن يموت إنسان باسطًا ذراعيه. لهذا كان لائقًا بالرب أن يحتمل هذا الموت ويبسط ذراعيه، لكي بأحدهما يجتذب الشعب القديم، وبالذراع الآخر يجتذب الذين هم من الأمم، ويوحد الاثنين في شخصه.
لأن هذا ما قاله هو نفسه عندما كان يشير إلى الميتة التي كان مزمعًا أن يفدي بها الجميع إذ قال "وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلي الجميع" (يو 12: 32) (تجسد الكلمة 25: 3، 4).
"إن كان الشيطان عدو جنسنا إذ قد سقط من السماء يجول في أجوائنا السفلية ويتسلط فيها على الأرواح الأخرى المماثلة له في المعصية، ويحاول أن يخدع الذين تغويهم هذه الأرواح كما أنه يعوق الذين يرتفعون إلى فوق، وعن هذا يقول الرسول "حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية" (أف 2: 2) فإن الرب قد جاء ليطرح الشيطان إلي أسفل ويطهر الهواء ويعد لنا الطريق الصاعد إلي السماء كما يقول الرسول "بالحجاب أي جسده" (عب 10: 20) وهذا يلزم أن يتم بالموت.
فبأي نوع أخر من الموت كان ممكنًا أن يتم هذا، إلا بالموت الذي تم في الهواء، أي (موت) الصليب؟
فإن الذي يموت بالصليب هو وحده الذي يموت (معلقًا) في الهواء. ولذلك كان لائقًا جدًا بالرب أن يموت بهذه الطريقة.
لأنه إذ رفع هكذا فقد طهر الهواء من كل خبث الشيطان وكل الأرواح النجسة كما يقول:- "رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء" (لو 10: 18) وافتتح طريقًا جديدًا للصعود إلي السماء كما هو مكتوب "أرفعوا أيها الرؤساء أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية" (مز 24: 7).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-angelos/cross/best-way.html
تقصير الرابط:
tak.la/tmd6kzk