St-Takla.org  >   books  >   amir-nasr  >   monasticism
 
St-Takla.org  >   books  >   amir-nasr  >   monasticism

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب كلمة في الرهبنة - الأنبا باسيليوس مطران الكرسي الأورشليمي - إعداد: أ. أمير نصر

8- الحياة الديرية

 

 ما أجمل تلك النظم التي وضعها القديس باخوميوس لأديرته! لقد تأمل فيها المؤرخ بالاديوس Palladius فقال: (إن الدير المصري على ما وضعه الأنبا باخوميوس عبارة عن مستعمرة زراعية صناعية مظهرها كل عمل جدى وحركة مستمرة في أعمالها على أدق نظام، وتقوم بسد حاجيات جميع أفرادها والأعمال اليومية تنقسم بين تأدية الفرائض الدينية والعمل اليدوي والانكباب على الدرس، والفرائض الدينية لا تعوق العمل اليدوي إذ أنه عنصر مهم جدا في حياتهم).

St-Takla.org Image: Arabic map of Coptic Monasteries in Egypt, and showing: Alexandria - Skete - Gellia - Paromeos Monastery - St. Pishoy Monastery - Virgin Mary (El-Sourian) Monastery - St. Macarius Monastery - Babylon - Memphis - Qarun Lake - Arsinoe (Faiyum) - Bahna - Deir Al-Maimoun - St. Anthony Monastery - St. Paul the Anchorite Monastery - Hermopolis (El-Ashmunein) - Lycopolis (Asyut) - Panopolis (Akmim) - Shenit(?) - Pabau - Tabennisi/Tabennesis - Hermonthis (Armant) - Latopolis (Esna). صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة الأديرة القبطية بالديار المصرية، ويظهر بها المدن والأماكن التالية: الإسكندرية - الإسقيط - جيليا(؟) - دير البراموس - دير أنبا بيشوي - دير السريان - دير أبو مقار - بابليون - ممفيس - بحيرة قارون - أرسينوي (الفيوم) - البهنا - دير الميمون - دير أنطونيوس - دير بولا - هرموبوليس (الأشمونين) - ليكوبوليس (أسيوط) - بانوبوليس (أخميم) - شنيت(؟) - باباو - طابنسيس - هرمنتس (أرمنت) - لاتوبوليس (إسنا).

St-Takla.org Image: Arabic map of Coptic Monasteries in Egypt, and showing: Alexandria - Skete - Gellia - Paromeos Monastery - St. Pishoy Monastery - Virgin Mary (El-Sourian) Monastery - St. Macarius Monastery - Babylon - Memphis - Qarun Lake - Arsinoe (Faiyum) - Bahna - Deir Al-Maimoun - St. Anthony Monastery - St. Paul the Anchorite Monastery - Hermopolis (El-Ashmunein) - Lycopolis (Asyut) - Panopolis (Akmim) - Shenit(?) - Pabau - Tabennisi/Tabennesis - Hermonthis (Armant) - Latopolis (Esna).

صورة في موقع الأنبا تكلا: خريطة الأديرة القبطية بالديار المصرية، ويظهر بها المدن والأماكن التالية: الإسكندرية - الإسقيط - جيليا(؟) - دير البراموس - دير أنبا بيشوي - دير السريان - دير أبو مقار - بابليون - ممفيس - بحيرة قارون - أرسينوي (الفيوم) - البهنا - دير الميمون - دير أنطونيوس - دير بولا - هرموبوليس (الأشمونين) - ليكوبوليس (أسيوط) - بانوبوليس (أخميم) - شنيت(؟) - باباو - طابنسيس - هرمنتس (أرمنت) - لاتوبوليس (إسنا).

 ولم يكن أب الشركة يشترط في قبول طالبى الرهبنة أية شروط معينة سوى اكتمال السن وحسن الخلق على أن يبقى تحت الاختبار فترة مقدارها ثلاث سنوات كاملة يتدرب في أثنائها على الحياة الجديدة ثم يختبر ذاته بإزائها، وكان عليه أن يتعلم فيها القراءة والكتابة مع بعض المزامير والصلوات، فإذا ما أتم طالب الرهبنة هذه المرحلة بنجاح تتم رسامته راهبًا ويلبس ملابسهم بعد أن يوزع ملابسه القديمة على الفقراء، ثم يعيش مع أخوته داخل الدير.

 ويتحتم على الراهب الباخومى أن يقضى وقت فراغه في الأعمال اليدوية التي كان يزاولها الجميع حتى رؤساء الأديرة أنفسهم، وعندى أن هذا الأجراء من أهم ما تميزت به الحياة الديرية الباخومية، إذ بواسطته يبتعد الراهب عن التفكير في العالم وملذاته وشروره وعندئذ تقل محاربة الشيطان له، كما أن العمل اليدوى يهيىء للدير سبل العيش دون أن يثقل على أحد، وقد أتخذ القديس بولس نفس الطريقة في حياته التبشيرية إذ يقول: "إنكم تذكرون أيها الأخوة تعبنا وكدنا إذ كنا نكرز لكم بإنجيل الله ونحن عاملون ليلا ونهارا كى لا نثقل على أحد منكم" (2تس2: 9)، "أنتم تعلمون ان حاجاتى وحاجات الذين معى خدمتها هاتان اليدان" (أع20: 34).

 أما الطعام فكان يقدم للجميع دفعتين في كل يوم ظهرًأ ومساء في غرفة المائدة، غير أن الحضور إلى هذه الغرفة كان اختياريا! وكثير من الرهبان كان يؤثر وجبة واحدة في مساء كل يوم، والطعام يتكون عادة من الخبز والحساء وبعض الخضر والفاكهة، ولم يكن يسمح للقديس باخوميوس (السيرة هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت) بتناول اللحوم إلا للمسنين والمرضى الذين كان يعد لهم وللمبتدئين طعامًا خاصًا، وفي وقت تناول الطعام يقف أحد الرهبان في صدر الغرفة ويتلو بعض الفصول الملائمة من الكتاب المقدس أو من كتاب بستان الرهبان.

 ونظام المعيشة لديهم هو أن يسكن كل ثلاثة من الأخوة في قلاية واحدة بحيث تتسع لهم جميعا، وكان مفروضا أن لا ينام الرهبان سوى النصف الأول من الليل، فإذا ما انقضى قام الجميع للسهر والصلاة والتأمل إلى أن تطلع الشمس.

 ولم يهمل باخوميوس التعليم في أديرته بل اعتبر تعلم القراءة والكتابة شرطًا لإتمام الرهبنة، وكان يوكل إلى الآباء المتعلمين مهمة تعليم غيرهم كما كان يعقد دروسًا ثلاثة في كل أسبوع للمبتدئين فضلًا عن درسين للوعظ والتفسير والتعاليم المسيحية يحضرها الجميع، وهكذا ابتدأت الأديرة تنمو في الناحية العلمية حتى أصبحت في عهد قريب مراكز الثقافة والعلوم.

 أما العبادة فكانت تجرى في دقة كاملة، فكل صلاة تتم في حينها وجميع الرهبان يحضرون في كل أوقات العبادة كذا في القداسات لتناول الأسرار الرهيبة، وفوق ذلك كان على الراهب أن يتم صلواته الانفرادية، وهذه وإن كان لها حدًا أدنى إلا أن حدها الأعلى يتوقف على مقدار نمو كل راهب في الروحيات.

 ولم يكن بين رهبان باخوميوس من يتهافت على نوال درجات الكهنوت كبيرة كانت أم صغيرة، ولا في أنظمته الديرية ما يدعو إلى ذلك، بل كان جميعهم رهبان فقط، وقد ذكر في تاريخ أب الشركة أنه (لم يكن بين الرهبان قسيس بل كان باخوميوس يدعو قسيسًا من البيع القريبة ليقدم القربان!!) وحتى القديس باخوميوس نفسه لم يقبل أن يرسمه القديس أثناسيوس الرسولي حامي الأيمان قسًا عندما تقابلا في إحدى جولات الأخير إلى الصعيد الأعلى "بل هرب فأعفاه الرسولى وقال لأولاده: "قولوا لأبيكم يا من بنى بيته على الصخرة التي لا تتزعزع وهرب من المجد الباطل، طوباك وطوبى لأولادك!!".

 ولقد أمر باخوميوس لكي يحترم قانونه من الجميع أن تفرض عقوبات متنوعة على كل راهب يخالف أنظمة الرهبنة أو يرتكب إثما وكانت هذه العقوبات تختلف بحسب نوع المخالفة.

 وفي كتاب Etude sue le cenobitisme Pachomien par Paulin Ladeuze (Paris 1898) P.305.

 ما ترجمته: "سن باخوميوس قانونًا على الرهبان بالدير هذا نصه: "إذ خالف أحد قوانين الدير الموضوعة عليه ينال عقابا بمقدار ما ارتكب من ذنب، وقبل توقيع العقوبة على المذنب يجب تحذيره وتوبيخه عدة مرات، ويختلف هذا التحذير باختلاف نوع المخالفة، وإذا لم تنتج هذه الانذارات أثرًا توقع عليه العقوبة وهى على أنواع مختلفة، الصوم مع تعاطى الخبز الجاف والماء، ثم الفرز المؤقت من المجمع ثم التجريد وإرساله إلى المعزل ثم توقع عليه عقوبة بدنية وبعد ذلك يطرد ويخرج من الدير"(1).

 ووضع أب الشركة نظامًا محكمًا لأدارة أديرته العديدة، أسسه على الطاعة الكاملة، فكان لكل دير رئيس ووكيل يساعده على أداء مهامه ثم أمين للدير وأمين لمكتبة الدير، وهناك رئيس عام للاديرة جميعا يقيم في الدير الرئيسى وكان يسمى أب الشركة أو خليفة الأنبا باخوميوس الذي له حق تعيين رؤساء الأديرة ومحاسبتهم وعزلهم، كما كانت كل ثلاثة أو أربعة أديرة قريبة تكون وحدة واحدة يجتمع رؤساؤها معا، بين الحين والآخر للتشاور فيما يعود على أديرتهم بالخير ولحل المشاكل إن وجدت، كما يجتمع جميع الرهبان دفعتين في كل عام في شكل مجمع عام يعقد في الدير الرئيسى برئاسة الرئيس الأعلى، وفي هذين الاجتماعين تعرض أحوال الأديرة جميعها وما صادفها من نجاح أو متاعب ثم يتلقى جميع الأعضاء ما يجد من الأوامر والقوانين للعمل بها، وفي بحر السنة كان على خليفة القديس باخوميوس أن يزور الأديرة ويتفقد أحوالها بنفسه ليطمئن على سيرها حسب النظم الباخومية.

في هذا القدر القليل ما يكفى لأزاحة الستار عما قام به القديس باخوميوس من مجهود كبير في سبيل تكوين نظم الشركة الرهبانية التي لازالت باقية إلى الآن في كافة الأديرة وإن كان بعضها قد تغير قليلا... ولعل في قانون الرهبنة الأخير الذي وضعه المجمع المقدس عام 1928م ما يثبت ذلك بجلاء.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) رسالة مار مينا في الرهبنة القبطية ص73.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/amir-nasr/monasticism/monastic-life.html

تقصير الرابط:
tak.la/2578qby