(7) دعنا إذن نتذكر صعوبة السؤال على أذهانكم. قد يقول أحدهم لي: ”قلتَ إن الآب لا يفعل شيئًا بدون الابن، ولا الابن بدون الآب، والشهادات التي استخرجتها من الكتب المقدسة بأن الآب لا يفعل شيئًا بدون الابن، لأن ”كُلّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ“، ومرة أخرى أن كل شيء كان لم يُدبر بدون الابن، لأنه هو حكمة الآب الذي ”تَبْلُغُ مِنْ غَايَةٍ إِلَى غَايَةٍ بِالْقُوَّةِ، وَتُدَبِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِالرِّفْقِ“، والآن أنت تخبرني كما لو كنت تناقض نفسك أن الابن ولد من العذراء وليس الآب، والابن تألم وليس الآب، والابن قام ثانية وليس الآب. هنا أرى الابن فاعلاً شيئًا بدون الآب، وإلا فإن الآب قد ولد أيضًا وتألم ومات وقام ثانية. فلتقل أحدهما، اختر أحد الاثنين“.
لا، لن أختار أيهما، ولن أقول بأحدهما. لن أقول إن الابن يفعل شيئًا بدون الآب، لأنني سأكذب إن قلت هذا. ولن أقول إن الآب ولد وتألم ومات وقام ثانية، لأنني سأكذب بالمثل إن قلت هذا. ”كيف إذن ستحرر نفسك من هذا المأزق؟“
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
(8) عَرضُ السؤال يسركم. ليت الله يمنحني معونته حتى تسركم الإجابة أيضًا. فما أطلبه منه أن يحررني وإياكم. لأننا في إيمان واحد نقف معًا باسم المسيح. وفي بيت واحد نعيش في كنف رب واحد، وفي جسد واحد نحن أعضاء تحت الرأس الواحد، ونحيا بالروح الواحد. وحتى يحررني الرب -أنا كمتكلم وأنتم كمستمعين- من مأزق هذا السؤال المربك، أقول الآتي: الابن فعلاً وليس الآب هو الذي ولد من العذراء مريم، لكن هذا الميلاد نفسه الذي للابن، وليس الآب، هو عملُ كلٍّ من الآب والابن. الآب فعلاً لم يتألم بل الابن، إلا أن هذا التألم الذي للابن كان عملَ الآب والابن. الآب لم يقم ثانيةً بل الابن، إلا أن قيامة الابن كانت عمل الآب والابن.
يبدو أننا أفلتنا من هذا السؤال، لكن بكلماتي الخاصة فقط. دعنا نرى ألا يتفق هذا مع الكلام الإلهي أم لا. دوري الآن إذن أن أبرهن بشهادات الأسفار المقدسة أن ميلاد الابن وصلبه وقيامته كانوا بنوعٍ ما أعمالاً للآب والابن، بحيث بينما هم ميلاد وصلب وقيامة الابن فقط، إلا أن هذه الأشياء الثلاثة التي تخص الابن فقط، لم تُصنع بالآب فقط، ولا بالابن فقط، بل بالآب والابن.
دعنا نبرهن على كل نقطة، وأنتم تستمعون كقضاة. القضية قد عُرضت بالفعل. الآن دعنا نُدخل الشهود. اسمحوا لحكمكم أن يقول لي، كما يُقال عادةً للملتمسين في قضية ما ”البينة على مَن ادعى“. سأفعل هذا بالتأكيد بعون الرب، وسأقتبس من أسفار الشريعة السماوية. لقد أصغيتم لي بعناية أثناء طرحي للسؤال، استمعوا إذن بمزيد من الانتباه أيضًا بينما أقوم بالبرهنة على فكرتي.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/adel-zekri/augustine-matthew-3-13/father-and-son.html
تقصير الرابط:
tak.la/5fwayx9