St-Takla.org  >   books  >   adel-zekri  >   augustine-consentius-120
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسالة رقم (120): إلى كونسينتيوس - القديس أغسطينوس - ترجمة: د. عادل زكري

5- الإيمان يتفق مع الاستدلال العقلي السليم

 

St-Takla.org Image: Monastery of Anba Bishoy, Wadi El-Natroun, Egypt - the 1970s - Saint Bishoy Monastery, Wady El-Natroun, Egypt - Photograph by Mr. Ezzat Mina - used with permission for St-Takla.org. صورة في موقع الأنبا تكلا: دير الأنبا بيشوي، وادي النطرون، مصر - السبعينيات من القرن العشرين - تصوير أ. عزت مينا - موضوع بإذن لموقع الأنبا تكلا.

St-Takla.org Image: Monastery of Anba Bishoy, Wadi El-Natroun, Egypt - the 1970s - Saint Bishoy Monastery, Wady El-Natroun, Egypt - Photograph by Mr. Ezzat Mina - used with permission for St-Takla.org.

صورة في موقع الأنبا تكلا: دير الأنبا بيشوي، وادي النطرون، مصر - السبعينيات من القرن العشرين - تصوير أ. عزت مينا - موضوع بإذن لموقع الأنبا تكلا.

(6) أحب أن أذكر هذه الأمور لأستنهض إيمانكم نحو محبة للفهم الذي يقود إليه المنطق الصحيح، والذي يهيئ الإيمانُ له أذهاننا. لأنه يوجد استدلالٌ عقلي يؤدي إلى الاعتقاد بأنه في الثالوث، الذي هو الله، فإن الابن ليس مساويًا في الأزلية مع الآب، أو أنه من جوهر آخر، وأن الروح القدس مختلف عنه بطريقة ما وأدنى منه. كذلك يوجد أيضًا استدلالٌ منطقي يؤدي إلى الاعتقاد بأن الآب والابن هما من نفس الجوهر الواحد، لكن الروح القدس من جوهر آخر. مثل هذه الاستدلالات يجب أن نتجنبها ونمقتها، ليس بوصفها استدلالات عقلية، بل لأنها تمثل استدلالاً عقليًا مغلوطًا.

لأنه لو كان الاستدلال العقلي صحيحًا، ما كان لينحرف نحو الخطأ بالتأكيد. لذلك مثلما لا يصح أن تترك الكلام كله لوجود بعض الكلام الخطأ، فيجدر بك ألا تهاجم كل الاستدلال العقلي لوجود استدلال عقلي مغلوط. أقول نفس الشيء عن الحكمة: بأنه لا يصح تجنُّب كل الحكمة لوجود حكمة زائفة تعتبر صلب المسيح حماقة مع أنه ”قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ“،[9] وأنه من خلال جهالة هذه الكرازة ”اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ.. لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ!“.[10]

هذه الحقيقة لم يستطع بعض الفلاسفة والخطباء أن يقبلوها؛ إذ كانوا يتبعون طريقًا ليس هو الطريق الصحيح، بل تقليدًا للطريق الحقيقي، وقد خدعوا أنفسهم وآخرين بهذا الطريق. لكن بالنسبة للبعض الآخر صار ممكنًا أن تكون مقبولة، وللذين استطاعوا قبولها لم يمثل ”المسيح مصلوبًا“ لا حجر عثرة ولا جهالة. ومن بين هؤلاء الذين دعوا يهودًا ويونانيين معًا فالمسيح لهم هو ”قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ“.[11]

وفي هذا الطريق، أي في طريق الإيمان بالمسيح مصلوبًا، فالذين استطاعوا بنعمة الله أن يقبلوا هذا القانون المستقيم للسلوك، حتى وإن دعوا فلاسفة أو خطباء، اعترفوا بالتأكيد بتقوى متواضعة أن الصيادين الذين سبقوهم كانوا أسمى منهم، سواء في القوة الراسخة لإيمانهم، أو في الحقيقة المتيقنة لفهمهم. لأنهم حين عرفوا أن جُهَّال وَضُعفاء هذا العالم قد اختيروا حتى يخزى الحكماء والأقوياء، وحين فهموا أن حكمتهم الخاصة كانت حماقة وأن قوتهم كانت ضعفًا، شعروا بالخزي ليخلُصوا وصاروا جهلاء وضعفاء، بحيث إنه بجهالة الله وضعفه، الذي هو أحكم وأقوى من الناس، يختارهم الله من بين الجهال والضعفاء ويصبحون حكماء فعلاً وأقوياء حقًا.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

[9] (1كو 1: 24).

[10]( 1كو 1: 21، 25).

[11]( 1كو 1: 24).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/adel-zekri/augustine-consentius-120/faith.html

تقصير الرابط:
tak.la/c66v3mp