* تأملات في كتاب
رسالة بطرس الرسول الثانية: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21
الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ
(1) التحية الرسولية (ع 1، 2)
(2) الجهاد الروحي (ع3-15)
(3) التجلي والنبوات تثبت لاهوت المسيح (ع16-21)
1 سِمْعَانُ بُطْرُسُ، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَرَسُولُهُ، إِلَى الَّذِينَ نَالُوا مَعَنَا إِيمَانًا ثَمِينًا مُسَاوِيًا لَنَا، بِبِرِّ إِلَهِنَا وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 2 لِتَكْثُرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ وَيَسُوعَ رَبِّنَا.
ع1:
يرسل بطرس الرسول تحياته للمؤمنين في آسيا الصغرى والعالم كله، لكل من آمن من الأمم ونال هذه النعمة مثل اليهود الذين آمنوا ومنهم بطرس. وهذا الإيمان الواحد الغالى نعمة من المسيح البار القدوس مخلص العالم كله. وباتضاع يقرن بطرس اسمه القديم وهو "سمعان" أي الله يسمع باسمه الجديد "بطرس" أي الصخرة، ويصف نفسه بعبد المسيح وليس فقط رسوله، فهو لا ينسى أنه مجرد صياد غير مثقف والمسيح هو الذي رفعه وجعله رسولًا عظيمًا.
ع2: تمنيات بطرس الرسول للمؤمنين هي فيض السلام والنعمة من خلال معرفة الله والمسيح الفادي. وهو هنا يكرر ما قاله المسيح بنفسه "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يو17: 3).
† شجع كل من تقابله بكلمات النعمة والمحبة والسلام لتطمئن الكل وسط اضطرابات العالم.
3 كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلَهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، بِمَعْرِفَةِ الَّذِي دَعَانَا بِالْمَجْدِ وَالْفَضِيلَةِ، 4 اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلَهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ. 5 وَلِهَذَا عَيْنِهِ، وَأَنْتُمْ بَاذِلُونَ كُلَّ اجْتِهَادٍ، قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِى الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، 6 وَفِى الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِى التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِى الصَّبْرِ تَقْوَى، 7 وَفِى التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِى الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً. 8 لأَنَّ هَذِهِ، إِذَا كَانَتْ فِيكُمْ وَكَثُرَتْ، تُصَيِّرُكُمْ، لاَ مُتَكَاسِلِينَ، وَلاَ غَيْرَ مُثْمِرِينَ لِمَعْرِفَةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 9 لأَنَّ الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ هَذِهِ، هُوَ أَعْمَى قَصِيرُ الْبَصَرِ، قَدْ نَسِىَ تَطْهِيرَ خَطَايَاهُ السَّالِفَةِ. 10 لِذَلِكَ، بِالأَكْثَرِ اجْتَهِدُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنْ تَجْعَلُوا دَعْوَتَكُمْ وَاخْتِيَارَكُمْ ثَابِتَيْنِ. لأَنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ، لَنْ تَزِلُّوا أَبَدًا. 11 لأَنَّهُ هَكَذَا يُقَدَّمُ لَكُمْ، بِسِعَةٍ، دُخُولٌ إِلَى مَلَكُوتِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الأَبَدِى.
12 لِذَلِكَ، لاَ أُهْمِلُ أَنْ أُذَكِّرَكُمْ دَائِمًا بِهَذِهِ الأُمُورِ، وَإِنْ كُنْتُمْ عَالِمِينَ وَمُثَبَّتِينَ فِي الْحَقِّ الْحَاضِرِ. 13 وَلَكِنِّى أَحْسَبُهُ حَقًّا، مَا دُمْتُ فِي هَذَا الْمَسْكَنِ، أَنْ أُنْهِضَكُمْ بِالتَّذْكِرَةِ، 14 عَالِمًا أَنَّ خَلْعَ مَسْكَنِى قَرِيبٌ، كَمَا أَعْلَنَ لِى رَبُّنَا يَسُوعُ الْمَسِيحُ أَيْضًا. 15 فَأَجْتَهِدُ أَيْضًا أَنْ تَكُونُوا، بَعْدَ خُرُوجِى، تَتَذَكَّرُونَ كُلَّ حِينٍ بِهَذِهِ الأُمُورِ.
ع3:
إذ عرفنا المسيح وآمنا به يهبنا الروح القدس كل إمكانيات الحياة الروحية من خلال أسرار الكنيسة، فننال طبيعة مائلة للتشبه بالله في المعمودية ويثبتنا فيها بسر الميرون، وإن أخطأنا يغفر خطايانا في سر الاعتراف ويغذينا بجسده ودمه الأقدسين بل يرعانا ويرشدنا في كنيسته من خلال وسائط النعمة. وبالدعوة للحياة مع المسيح يتمجد الله فينا لنحيا بالفضائل الروحية.
ع4: اللذين : المجد والفضيلة.
المواعيد العظمى : وعود العهد القديم ووعود المسيح للمؤمنين به التي يهبها لهم الروح القدس.
شركاء الطبيعة الإلهية : الطبيعة الجديدة التي ننالها في المعمودية واتحادنا بالمسيح في سر الإفخارستيا وحلول الروح القدس الدائم فينا.
عمل الروح القدس فينا يعطينا مجدًا وفضيلة من خلال الأسرار المقدسة التي ترفعنا لنشارك الله طبيعته قدر ما نحتمل. وبهذا السمو الروحي في الحياة المسيحية نبتعد عن الشهوات الشريرة التي تفسد نفوس أهل العالم ونتمتع بالنقاوة في حياتنا.
ع5: لهذا عينه : لنوال الحياة الروحية والمواعيد وشركة الطبيعة الإلهية التي تهبها لنا النعمة.
إن كانت النعمة تهبنا إمكانيات الحياة مع المسيح، فيلزم أن نتجاوب معها بجهاد روحي ونشاط فينتج عن إيماننا سلوك روحي وفضائل، وإذ نعيش بالفضيلة نختبر الله ونعرفه عمليًا.
ع6: يستكمل الرسول حديثه عن مراحل ودرجات الحياة الروحية، التي هي سلسلة تؤدى كل منها للآخر فيقول:
في المعرفة تعففًا : عندما أختبر الله وأحبه تصغر في عينىّ الماديات فأضبط نفسي في استخدامها وأكتفى بالقليل منها أي أتعفف عنها.
في التعفف صبرًا : وعندما أضبط نفسي في الماديات والعاطفة وكل الأمور الأرضية، يتكون داخلي القدرة على الصبر والإحتمال، فلا أعود أنزعج من أي ضيقات.
في الصبر تقوى : أثناء الصبر على الضيقات وضبط النفس عن الشهوات من أجل الله، تفيض علىّ مراحمه وتعزياته كمعونة إلهية مما يساعدنى على حياة التقوى بكل ما تشمل من التوبة ومخافة الله والإلتصاق به والتلذذ بعشرته.
ع7: يواصل حديثه عن مراحل الحياة الروحية في هذه السلسلة فيقول:
في التقوى مودة أخوية : عندما يخاف الإنسان الله ويعيش في توبة وعلاقة روحية معه، يشبع به فيتخلص من أنانيته وينفتح على الآخرين فيستطيع أن يقيم علاقات طيبة معهم ويشجعهم.
في المودة الأخوية محبة : بتقديم الكلمات الطيبة وتشجيع الآخرين ينفتح القلب بالحب نحوهم، ومحبتى لهم تؤكد وتنمى محبتى لله وإيمانى به فأسلك في الفضائل التي أعرف من خلالها الله .. وهكذا أجد أن السلسلة في نهايتها تؤدى إلى بدايتها أو أي جزء منها يؤدى للآخر وينمينى روحيًا.
ع8: هذه المراحل الروحية تدفع الإنسان بنشاط لمعرفة الله وتمتلئ حياته بالثمار الروحية التي هي الفضائل والخدمات المختلفة.
ع9:
على الجانب الآخر، من يهمل هذه الخطوات الروحية والجهاد فيها يصفه الرسول بالعمى أو على الأقل ضعف البصيرة الروحية، لأنه نسى النعمة التي نالها بتجديد طبيعته وتركه لخطاياه القديمة، إذ كان ينبغي أن ينمو في الحياة الجديدة مع الله، وعدم جهاده يعرضه للرجوع إلى خطاياه القديمة.
ع10: يحثنا الرسول على الثبات في الإيمان الذي دعانا الله إليه واختارنا فيه لنكون أولاده وذلك بالجهاد الروحي في كل الخطوات السابقة، فبهذا الجهاد والتمسك بالإيمان نحمى أنفسنا من السقوط في الخطايا المختلفة أو الرجوع لحياتنا الشريرة القديمة.
ع11: يشجعنا على التمسك بالجهاد الروحي لأن به نسير في طريق الملكوت وتفتح لنا أبوابه لنتمتع بالسعادة الأبدية.
ع12: لذلك لا يتوانى بطرس الرسول عن تذكيرهم بالجهاد الروحي رغم معرفتهم به وثباتهم في الإيمان بالمسيح الذي يحيون فيه، لأن هذه التذكرة تنميهم في الجهاد الروحي.
ع13-15: يرى الرسول أنه مسئول أن يُذَكِّرهم بالجهاد الروحي لأنه يشعر أن حياته على الأرض تقترب من النهاية. ويشبه حياته بمسكن أو خيمة قد اقترب خلعها لتنتقل إلى مكان آخر وهو الأبدية السعيدة، فيوصى أولاده ألا يتهاونوا في جهادهم بعد أن يتركهم ويذهب للمسيح.
† كن مدققًا في جهادك ضد خطيتك المحببة، واعلم أن أي تعب تقدمه غالٍ عند الله وسيسندك فيه لتختبره عمليًا بالإضافة إلى تخلصك من خطيتك.
← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
16 لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ. 17 لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْدًا، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهَذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: «هَذَا هُوَ ابْنِى الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ.» 18 وَنَحْنُ سَمِعْنَا هَذَا الصَّوْتَ مُقْبِلًا مِنَ السَّمَاءِ، إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ. 19 وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِىَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ، 20 عَالِمِينَ هَذَا أَوَّلًا: أَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ، 21 لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
ع16:
يعلن بطرس الرسول أن كرازته لم يبنيها على أساطير سمعها أو قصص ألَّفها الناس، ولكنه عاين بنفسه قوة المسيح ولاهوته في حياته على الأرض وفي أحداث تظهر لاهوته مثل تجليه على الجبل.
يؤكد بطرس الرسول لاهوت المسيح وعظمته بما ناله من مجد وكرامة في التجلي عندما ناداه الآب من السماوات حيث المجد العظيم قائلًا له "هذا هو ابنى الحبيب الذي أنا سررت به" (مت17: 5). وسمع بطرس مع يعقوب ويوحنا صوت الآب من السماء عندما كانوا على جبل التجلي مع المسيح.
ع19: سراج منير : يشبه النبوات بمصباح مضئ.
موضع مظلم : العهد القديم حيث كانت البشرية بعيدة عن الله ومعرفته.
النهار ... كوكب الصبح : المسيح عندما تجسد في ملء الزمان لتتحقَّق فيه النبوات.
يوجه نظرهم للإهتمام بالنبوات عن المسيح في العهد القديم التي تثبت لاهوته، وهي تشبه نور الله في وسط ظلمة جهل البشرية في العهد القديم حتى تحققت في المسيح بتجسده وفدائه.
ع20: ما سجله الأنبياء من نبوات ليست من اجتهاد بشرى لتفسير الأحداث بل بوحى من الروح القدس.
ع21: لم تأتِ نبوة قط بإرادة بشرية، ولم يكن هؤلاء الأنبياء يتكلمون من ذواتهم ولا حسب أهوائهم، بل قد تكلموا مدفوعين بوحى من الروح القدس.
† إقرأ كلمات الكتاب المقدس بخشوع عالمًا أنها صوت الله لك لتحيا به وتطبقه في حياتك اليومية.
← تفاسير أصحاحات بطرس الثانية: مقدمة | 1 | 2 | 3
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير بطرس الثانية 2 |
قسم
تفاسير العهد الجديد الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
مقدمة رسالة بطرس الثانية |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/church-encyclopedia/peter2/chapter-01.html
تقصير الرابط:
tak.la/48yxpcr